لكبر سني وضعفي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما يسرك أن يكون يوم القيامة بإزائك، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: يا رب وأبواي، فلا يزال يشفع حتى يشفعه الله عز وجل فيكم، فيدخلكم جميعا الجنة. قال قدس الله روحه: احتبس أي تخلف عن المجئ إلى النبي صلى الله عليه وآله " وآذنتموني " بالمد أخبرتموني، والكآبة بالمد تغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن، والضعف بضم المعجمة وفتحها " وبإزائك " أي بحذائك.
وعن عبد الله بن قيس عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: بحمدك نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي، فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد.
بيان: روي قريبا منه في الكافي عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني (1) عن أبي عبد الله عليه السلام وقال في النهاية فيه إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم، قيل للولد ثمرة لان الثمر نتيجة الشجر والولد نتيجة الأب انتهى وأقول: إضافة الثمرة إلى الفؤاد أي القلب لأنه أشرف الأعضاء: ولأنه محل الحب، فلما كان حبه لازقا بالقلب لا ينفك عنه فكأنه ثمرته، وقال الطيبي: ثمرة فؤاده أي نقاوة خلاصته فان خلاصة الانسان الفؤاد والفؤاد إنما يعتد به لما هو مكان اللطيفة التي خلق لها وبها شرفه وكرامته.
12 - المسكن: روي أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وآله يصحبها ابن لها مريض، فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يشفي ابني هذا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: هل لك فرط؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال صلى الله عليه وآله: في الجاهلية أو في الاسلام؟ قالت:
بل في الاسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: جنة حصينة، جنة حصينة.
قال - رحمه الله - الجنة بالضم الوقاية، أي وقاية لك من النار، أو من جميع الأهوال، وحصينة بمعنى فاعل أي محصنة لصاحبها، وساترة من أن يصل