وشيك السعي على اجتهادهم (1) ولم يستعظموا ما مضى من أعمالهم، ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم، ولم يختلفوا في ربهم باستحواذ الشيطان عليهم (2) ولم يفرقهم سوء التقاطع، ولا تولاهم غل التحاسد، ولا شعبتهم مصارف الريب (3) ولا اقتسمتهم أخياف الهمم (4) فهم اسراء إيمان لم يفكهم من ربقته زيغ ولا عدول ولا ونى ولا فتور، وليس في أطباق السماوات موضع إهاب إلا و عليه ملك ساجد أو ساع حافد، يزدادون على طول الطاعة بربهم علما، وتزداد عزة ربهم في قلوبهم عظما.
منها في صفة الأرض ودحوها على الماء:
كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة (5) ولجج بحار زاخرة، تلتطم أواذي أمواجها وتصطفق متقاذفات أثباجها، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها (6)