ومنها:
قدر ما خلق فأحكم تقديره، ودبره فألطفت تدبيره، ووجهه لوجهته، فلم يتعدد حدود منزلته، ولم يقصر دون الانتهاء إلى غايته، ولم يستصعب إذا مر بالمضي على إرادته، وكيف صدرت الأمور عن مشيته، المنشئ أصناف الأشياء بلا روية فكر آل إليها، ولا قريحة غريزة أضمر عليها، ولا تجربة أفادها من حوادث الدهور، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور، فتم خلقه، وأذعن لطاعته، وأجاب إلى دعوته ولم يعترض دونه ريث المبطئ، ولا أناة المتلكئ (1) فأقام من الأشياء أودها، و نهج حدودها، ولاءم بقدرته بين متضادها، ووصل أسباب قرائنها (2) وفرقها أجناسا مختلفات في الحدود والاقدار، والغرائز والهيئات، بدايا خلائق أحكم صنعها، وفطرها على ما أراد وابتدعها.
ومنها في صفة السماء:
ونظم بلا تعليق رهوات فرجها، ولاحم صدوع انفراجها، ووشج بينها وبين أزواجها، وذلل للهابطين بأمره والصاعدين بأعمال خلقه حزونة معراجها (3) و ناداها بعد إذ هي دخان، فالتحمت عرى أشراجها (4) وفتق بعد الارتتاق صوامت