عظمته وهيبة جلالته في أثناء صدورهم (1) ولم تطمع فيهم الوساوس فتقترع برينها على فكرهم منهم من هو في خلق الغمام الدلح (2) وفي عظم الجبال الشمخ، وفي قترة الظلام الأيهم (3) ومنهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض السفلى، فهي كرايات بيض قد نفذت في مخارق الهواء وتحتها ريح هفافة (4) تحبسها على حيث انتهت من الحدود المتناهية، قد استفرغتهم أشغال عبادته، ووصلت حقائق الايمان بينهم وبين معرفته، وقطعهم الايقان به إلى الوله إليه. ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلى ما عند غيره، قد ذاقوا حلاوة معرفته، وشربوا بالكأس الروية من محبته، و تمكنت من سويداء قلوبهم وشيجة خيفته، فحنوا بطول الطاعة اعتدال ظهورهم، و لم ينفد طول الرغبة إليه مادة تضرعهم (5) ولا أطلق عنهم عظيم الزلفة ربق خشوعهم
(٣٢٢)