أكنان القلوب، وغيابات الغيوب، وما أصغت لاستراقه مصائخ الاسماع، ومصائف الذر، ومشاتي الهوام (1) ورجع الحنين من المولهات وهمس الاقدام، ومنفسح الثمرة من ولائج غلف الأكمام، ومنقمع الوحوش من غيران الجبال وأوديتها، و مختبئ البعوض بين سوق الأشجار وألحيتها، ومغرز الأوراق من الأفنان، ومحط الأمشاج من مسارب الأصلاب (2) وناشئة الغيوم ومتلاحمها، ودرور قطر السحاب في متراكمها، وما تسفي الأعاصير بذيولها، وتعفو الأمطار بسيولها،، وعوم نبات الأرض في كثبان الرمال، ومستقر ذوات الأجنحة بذرى شناخيب الجبال، وتغريد ذوات المنطق في دياجير الأوكار، وما أو عبته الأصداف، وحضنت عليه أمواج البحار وما غشيته سدفة ليل، أو ذر عليه شارق نهار، وما اعتقبت عليه أطباق الدياجير، و سبحات النور، وأثر كل خطوة، وحس كل حركة، ورجع كل كلمة (3)، و
(٣٢٩)