35 - أمالي الطوسي: (1) عن الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد بن محمد العلوي، عن محمد بن موسى الرقي، عن علي بن محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن علي، عن عاصم ابن بهدلة، عن شريح القاضي قال: أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه يوما وهو يعظهم:
ترصدوا مواعيد الآجال، وباشروها بمحاسن الأعمال، ولا تركنوا إلى ذخائر (2) الأموال فتخليكم خدائع الآمال، إن الدنيا خداعة صراعة مكارة غرارة سحارة أنهارها لامعة وثمراتها يانعة (3) ظاهرها سرور وباطنها غرور، تأكلكم بأضراس المنايا، وتبيركم (4) باتلاف الرزايا، لهم بها أولاد الموت وآثروا زينتها وفطلبوا رتبتها.
جهل الرجل ومن ذلك الرجل المولع بلذتها، والساكن إلى فرحتها والامن لغدرتها، دارت عليكم بصروفها، ورمتكم بسهام حتوفها (5) فهي تنزع أرواحكم نزعا وأنتم تجمعون لها جمعا للموت تولدون، وإلى القبور تنقلون، وعلى التراب تتوسدون (6) وإلى الدود تسلمون وإلى الحساب تبعثون، يا ذوي الحيل والآراء والفقه والانباء، اذكروا مصارع الاباء فكأنكم بالنفوس قد سلبت، و بالأبدان قد عريت، وبالمواريث قد قسمت، فتصير يا ذا الدلال والهيبة (7) والجمال إلى منزلة شعثاء، ومحلة غبراء، فتنوم على خدك في لحدك في منزل قل زواره ومل عماله، حتى تشق عن القبور، وتبعث إلى النشور.