23 - ومن خطبة عليه السلام (1):
الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح والحدث الجليل (2) فإنه لا ينجو من الموت من خافه، ولا يعطي البقاء من أحبه، ألا وإن الوفاء توأم الصدق، ولا أعلم جنة أوقى منه، وما يغدر من علم كيف المرجع (3) ولقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهل الغدر كيسا ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة، ما لهم قاتلهم الله؟
قد يرى الحول القلب بوجه الحيلة، ودونها مانع من أمر الله تعالى ونهيه (4) فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين (5).
24 - ومن كلامه في بعض مواقف صفين (6):
معاشر المسلمين استشعروا الخشية، وتجلببوا السكينة، وعضوا على النواجذ فإنه أنبى للسيوف عن الهام (7) وأكملوا اللامة، وقلقلوا السيوف في أغمادها قبل