إذا تمخضت لجة المزن فيه والتمع برقه في كففه، ولم ينم وميضه في كنهور ربابه ومتراكم سحابه، أرسله سحا متداركا قد أسف هيد به (1) تمريه الجنوب درر أهاضيبه، ودفع شآبيبه، فلما ألقت السحاب برك بوانيها وبعاع ما استقلت به من العبء المحمول عليها (2) أخرج به من هوامد الأرض النبات، ومن زعر الجبال الأعشاب، فهي تبهج بزينة رياضها، وتزدهي بما ألبسته من ريط أزاهيرها وحلية ما سمطت به من ناضر أنوارها (3) وجعل ذلك بلاغا للأنام، ورزقا للانعام وخرق الفجاج في آفاقها، وأقام المنار للسالكين على جواد طرقها.
(٣٢٧)