بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ٣٢١
صنعه، ولا يدعون أنهم يخلقون شيئا معه مما انفرد به " بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون " جعلهم فيما هنالك أهل الأمانة على وحيه، وحملهم إلى المرسلين " ودايع أمره ونهيه، وعصمهم من ريب الشبهات، فما منهم زائغ من سبيل مرضاته، وأمدهم بفوائد المعونة، وأشعر قلوبهم تواضع إخبات السكينة (1) وفتح لهم أبوابا ذللا إلى تماجيده (2) ونصب لهم منارا واضحة على أعلام توحيده لم تثقلهم موصرات الآثام (3) ولم ترتحلهم عقب الليالي والأيام، ولم ترم الشكوك بنوازعها عزيمة إيمانهم، ولم تعترك الظنون على معاقد يقينهم (4) ولا قدحت قادحة الإحن فيما بينهم ولا سلبتهم الحيرة ما لاق من معرفته بضمائرهم (5) وما سكن من

(١) الشعار من اللباس ما يلبس تحت الدثار، وأخبت الرجل إذا خضع وخشع لله تعالى.
(٢) الذلل بضمتين جمع ذلول وهو ضد الصعب. وفتح الأبواب المذكورة كناية عن سهولة التمجيد لعدم معارضة شيطان أو نفس امارة بالسوء.
(3) موصرات الآثام: مثقلاتها.
(4) رحل البعير وارتحله حط عليه الرحل والرحل مركب للبعير. والعقبة - بالضم -:
النوبة والجمع عقب. أي لم يؤثر فيهم ارتحال الليالي والأيام كما يؤثر ارتحال الانسان البعير في ظهره. والنوازع بالعين المهملة من نزع في القوس إذا جذبها ومدها ونوازع الشكوك الشبهات. وقيل الشهوات. وفى بعض نسخ المصدر " النوازغ " بالغين المعجمة من نزغ الشيطان بين القوم إذا أفسد، ويقال نزغه الشيطان أي وسوس إليه. والعزيمة: التصميم والجزم على رأى. والمعترك موضوع العرك أي القتال. اعترك الإبل في الورد ازدحمت.
(5) قدح بالزند - كمنع - رام الايراء به. والإحن - جمع - إحنة وهي الحقد و الحسد والغضب أي لا يثير الغضب فيما بينهم. ولاق الشئ بغيره: لصق ومنه ليقة الدواة لأنه يلصق المداد بها والغرض نفى الحيرة عنهم كالإحنة لأنها لا تكون الاعن الشبه والوسواس. و يحتمل أن يكون المراد بالحيرة الوله لشدة الحب وكمال المعرفة. وسيجئ اثبات؟؟ الوله لهم في الكلمات الآتية.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست