بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ٤٣٢
فاتعظوا بالغير، واعتبروا بالعبر، وانتفعوا بالنذر.
47 - ومن كلامه عليه السلام: قاله بعد تلاوته " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " (1) ياله مراما ما أبعده، وزورا ما أغفله وحطاما ما أفرغه وخطرا ما أفظعه، أفبمصارع آبائهم يفتخرون؟ أم بعديد الهلكى يتكاثرون، يرتجعون منهم أجسادا خوت (2) وحركات سكنت (3) ولان يكونوا عبرا أحق من أن يكون مفتخرا، ولان يهبطوا منهم جناب ذلة أحجى من أن يقوموا بهم مقام عزة (4) لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة وضربوا منهم في غمرة جهالة (5) ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية، والربوع الخالية لقالت: ذهبوا في الأرض ضلالا (6)، وذهبتهم في أعقابهم جهالا، تطأون في هامهم (7) وتستثبتون في أجسادهم، وترتعون فيما لفظوا، وتسكنون فيما خربوا وإنما الأيام بينهم وبينكم بواك ونوائح عليكم.

(1) أي شغلكم عن طاعة الله وصرفكم عن الآخرة مكاثرة بعضكم لبعض.
(2) خوت أي سقطت بناؤها وخلت من أرواحها.
(3) المعنى أنهم يذكرون آباءهم ويفتخرون بهم فكأنهم ردوهم إلى الدنيا وارتجعوهم من القبور. وقيل هو استفهام وان لم يكن حرف الاستفهام مذكورا أي يرتجعون منهم أجسادا خوت. وكلمة " من " يحتمل أن يكون للتجريد فالمعنى أيرتجعون من أجسادهم أجسادا خوت ومن حركاتهم حركات سكنت. ويحتمل أن يكون صلة للارتجاع فيكون الأجساد الخاوية كالهبة التي يرتجعها الواهب، وأن يكون للتبعيض فالضمير المجرور لعامة أهل المقابر.
(4) الجناب بالفتح: الناحية والفناء. و " أحجى " أي أولى.
(5) العشوة بالفتح: سوء البصر بالليل. وضرب في الماء: سبح أي خاضوا وسبحوا من ذكرهم في غمرة الجهالة.
(6) الخاوية: الخالية والمنهدمة. والربوع: الأماكن والمساكن. والضلال - كعشاق - جمع ضال.
(7) هام - جمع هامة - وهي أعلى الرأس.
(٤٣٢)
مفاتيح البحث: الضلال (1)، القبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»
الفهرست