فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه إذ وطئته بكلكلها وزل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها، فأصبح، بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا، و في حكمة الذل منقادا أسيرا (1) وسكنت الأرض مدحوة في لجة تياره وردت من نخوة بأوه واعتلائه، وشموخ أنفه وسمو غلوائه، وكعمته على كظة جريته فهمد بعد نزقاته، ولبد زيفان وثباته (2) فلما سكن هيج الماء من تحت أكنافها وحمل شواهق الجبال الشمخ البذخ على أكتافها (3) فجر ينابيع العيون من عرانين انوفها، وفرقها في سهوب بيدها وأخاديدها وعدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها (4)
(٣٢٥)