توضيح: كأن المراد بالتشبيك هنا أخذ أصابعه بأصابعه، فإنهما حينئذ تشبهان الشبكة لا إدخال الأصابع في الأصابع كما زعم، واليوم الشاتي: الشديد البرد، أو هو كناية عن يوم الريح للزومه لها غالبا، وعلى التقديرين الوصف لان تناثر الورق في مثله أكثر، قال في المصباح: شتا اليوم فهو شات من باب قتل إذا اشتد برده، ويدل الخبر على استحباب الغمز في المصافحة، ولكن ينبغي أن يقيد بما إذا لم يصل إلى حد اشتمل على الايذاء.
16 - الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبي، عن مالك الجهني قال: أبو جعفر عليه السلام: يا مالك أنتم شيعتنا ألا ترى أنك تفرط في أمرنا، إنه لا يقدر على صفة الله، فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لا يقدر على صفتنا، وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما، كما يتحات الورق عن الشجر حتى يفترقا، فكيف يقدر على صفة من هو كذلك (1).
بيان: " لا ترى " وفي بعض النسخ " ألا ترى " على الاستفهام " أنك تفرط " على بناء الافعال أو التفعيل فعلى الأولى من النسختين والوجهين ظاهره أنه نهي في صورة النفي أي لا تظن أنك تفرط وتغلو في أمرنا بما اعتقدت من كمالنا وفضلنا فإنك كلما بالغت في وصفنا وتعظيمنا ومدحنا فأنت بعد مقصر، أو لا تظن أن إفراطك في أمرنا أخرجك من التشيع، بل هو دليل على تشيعك، ثم لما كان لقائل أن يقول: إن الافراط في الامر مذموم فكيف تمدحه به، فأزال ذلك بكلام مستأنف حاصله أنهم كلما وصفوا به من الكمال، فهو دون مرتبتهم، لأنهم ممن لا يقدر قدرهم، كما أن الله سبحانه لن يقدر قدره، بل لا يمكنكم معرفة قدر المؤمن من شيعتنا، فكيف تقدرون على معرفة قدرنا.
وعلى الاستفهام أيضا يرجع إلى ذلك فان المعنى: ألست تزعم أنك تبالغ