" فيقتل النفس " أي إحدى ثمرات الغضب قتل النفس مثلا وهو يوجب القصاص في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة، والأخرى قذف المحصنة، وهي العفيفة وهو يوجب الحد في الدنيا والعقاب العظيم في الآخرة.
26 - الكافي: عنه، عن ابن فضال، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبد الاعلى قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: علمني عظة أتعظ بها، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه رجل فقال له: يا رسول الله علمني عظة أتعظ بها فقال له: انطلق فلا تغضب ثم عاد إليه فقال له: انطلق فلا تغضب ثلاث مرات (1).
بيان: قال في المصباح: وعظه يعظه عظة أمره بالطاعة ووصاه بها، فاتعظ اي ائتمر وكف نفسه، وقال بعض المتقدمين: الوعظ تذكير مشتمل على زجر وتخويف وحمل على طاعة الله بلفظ يرق له القلب والاسم الموعظة.
27 - الكافي: عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عمن سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: من كف غضبه ستر الله عورته (2).
بيان: " ستر الله عورته " اي عيوبه وذنوبه في الدنيا، فلا يفضحه بها، أو في الآخرة فيكون كفارة عنها أو الأعم منهما وقيل: لأنه إذا لم يغضب لا يقول فيه الناس ما يفضحه، واختلفوا في أن من كان شديد الغضب وكف غضبه ومن لا يغضب أصلا لكونه حليما بحسب الخلقة أيهما أفضل؟ فقيل الأول لان الاجر على قدر المشقة، وفيه جهاد النفس، وهو أفضل من جهاد العدو.
وغضب النبي صلى الله عليه وآله مشهور إلا أن غضبه لم يكن من مس الشيطان ورجزه وإنما كان من بواعث الدين، وقيل: الثاني لان الأخلاق الحسنة من الفضائل النفسانية، وصاحب الخلق الحسن بمنزلة الصائم القائم.
28 - الكافي: عنه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام قال: مكتوب في التوراة فيما ناجى الله عز وجل به موسى:
يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي (3).