أي نكل بعضهم إلى بعض، أو يجعل (1) بعضهم يتولى بعضا فيغويهم أو أولياء بعض وقرنائهم في العذاب، كما كانوا في الدنيا.
" ألم يأتكم رسل منكم " قال الطبرسي رحمه الله: قوله " منكم " وإن كان خطابا لجميعهم والرسل من الانس خاصة فإنه يحتمل أن يكون لتغليب أحدهما على الآخر، كما قال سبحانه: " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان (2) " وإن كان اللؤلؤ يخرج من الملح دون العذاب، وكما يقال أكلت الخبز واللبن، وإنما يأكل الخبز ويشرب اللبن، وهو قول أكثر المفسرين، وقيل: إنه أرسل رسلا إلى الجن كما أرسل إلى الإنس عن الضحاك، وعن الكلبي كان الرسل يرسلون إلى الإنس ثم بعث محمد صلى الله عليه وآله إلى الإنس والجن وقال ابن عباس إنما بعث الرسول من الإنس ثم كان يرسل هو إلى الجن رسولا من الجن، وقال مجاهد الرسل من الإنس والنذر من الجن (3).
وأقول: قد مر تفسير الآيات في كتاب المعاد.
وقال الرازي في قوله تعالى: " سحروا أعين الناس ": احتج بهذه الآية القائلون بأن السحر محض التمويه:
قال القاضي لو كان السحر حقا لكانوا قد سحروا قلوبهم لا أعينهم فثبت أن المراد أنهم تخيلوا أحوالا عجيبة مع أن الأمر في الحقيقة ما كان على ما وفق ما تخيلوه (4).
" والجان " قال البيضاوي: أي الجن.
وقيل: إبليس ويجوز أن يراد به كون الجنس بأسره مخلوقا منها، وانتصابه بفعل يفسره " خلقناه من قبل " أي من قبل خلق الانسان " من نار السموم " أي من