الذي سبحت له. وروى سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سمع الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، قال ابن عباس: من سمع الرعد فقال " سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كل شئ قدير " فإن أصابته صاعقة فعلي ذنبه (1).
" والملائكة من خيفته " أي وتسبح الملائكة من خيفة الله تعالى وخشيته.
قال ابن عباس: إنهم خائفون من الله ليس كخوف ابن آدم، لا يعرف أحدهم من على يمينه ومن على يساره، لا يشغله عن عبادة الله طعام ولا شراب ولا شئ. " ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء " ويصرفها عمن يشاء، إلا أنه حذف، ورووا عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أن الصواعق تصيب المسلم وغير المسلم، ولا تصيب ذاكرا (انتهى) (2).
وقال الرازي: في قوله تعالى " ويسبح الرعد بحمده " أقوال: الأول أن الرعد اسم ملك من الملائكة، والصوت المسموع هو صوت ذلك الملك بالتسبيح والتهليل. عن ابن عباس أن اليهود سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الرعد ما هو؟ فقال:
ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث يشاء الله تعالى. قالوا: فالصوت الذي يسمع؟ قال: زجرة السحاب. وعن الحسن أنه خلق من الله ليس بملك، فعلى هذا القول الرعد اسم للملك الموكل بالسحاب وصوته تسبيح لله تعالى، وذلك الصوت أيضا مسمى بالرعد، ويؤكد هذا ما روي عن ابن عباس: كان إذا سمع الرعد قال: سبحان الذي سبحت له. وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن المنطق، ويضحك أحسن الضحك، فنطقه الرعد، وضحكه البرق. واعلم أن هذا القول غير مستبعد، وذلك لان عند أهل السنة البنية ليست شرطا لحصول الحياة، فلا يبعد من الله تعالى أن يخلق الحياة والعلم والقدرة والنطق في أجزاء السحاب فيكون هذا الصوت المسموع فعلا له فكيف