بيان: قوله " ويظلم " أي البياض مجازا، وفي بعض النسخ بالتاء، أي الدنيا ويمكن أن يكون المراد بالإضاءة ظهور الأنوار المعنوية للمقربين بسبب فتح أبواب سماء الرحمة، ونزول الملائكة لارشاد العباد وتنبيههم وندائهم إياهم من ملكوت السماوات، كما ورد في سائر الروايات، ويمكن أن تكون أنوارا ضعيفة تخفى على أكثر الناس في أكثر الأوقات وتظهر على أبصار العارفين الذين ينظرون بنور الله، كما أن الملائكة يراهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ولا يراهم غيرهم.
وقد يقال ظهور البياض كناية عن نزول الملك الذي ينزل نصف الليل إلى سماء الدنيا لينادي العباد فتضئ له الدنيا، أي يقوم الناس للعبادة فيظهر له نور من الأرض بسبب عبادتهم، كما ورد في الخبر أنهم يضيئون لأهل السماء. " ثم يذهب " لأنهم ينامون قليلا كما ورد من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يقومون إذا بقي ثلث الليل.
وظهور البياض من قبل المشرق، لان الملك ينتقل إليه " ثم يظلم قبل الفجر " أي ينامون قليلا. وبالجملة الخبر من المتشابهات وعلمه عند من صدر عنه إن لم يكن من الموضوعات.
5 - الخرائج: روي عن صفوان الجمال، قال كنت بالحيرة مع أبي عبد الله عليه السلام إذ أقبل الربيع وقال: أجب أمير المؤمنين. فلم يلبث أن عاد، قلت:
أسرعت الانصراف، قال: إنه سألني عن شئ فاسأل الربيع عنه، فقال صفوان: و كان بيني وبين الربيع لطف، فخرجت إلى الربيع وسألته، فقال: أخبرك بالعجب إن الاعراب خرجوا يجتنون الكمأة فأصابوا في البر خلقا ملقى، فأتوني به فأدخلته على الخليفة، فلما رآه قال: نحه وادع جعفرا، فدعوته فقال: يا أبا عبد الله أخبرني عن الهواء ما فيه؟ قال: في الهواء موج مكفوف، قال: ففيه سكان؟ قال: نعم، قال: وما سكانه؟ قال: خلق أبدانهم أبدان الحيتان، ورؤوسهم رؤوس الطير، ولهم أعرفة كأعرفة الديكة، ونغانغ كنغانغ الديكة، وأجنحة كأجنحة الطير من ألوان أشد بياضا من الفضة المجلوة. فقال الخليفة: هلم الطشت.
فجئت بها وفيها ذلك الخلق، وإذا هو والله كما وصفه جعفر، فلما خرج جعفر