الحادثة عندنا على العادة، لكنه ليس الامر كذلك، فإنها أقوى [من] نيران هذا العالم، فثبت أن اختصاصها بمزيد تلك القوة لابد وأن يكون بسبب تخصيص الفاعل المختار.
" وهم يجادلون في الله " أي هؤلاء الكفار مع ظهور هذه الدلائل يجادلون في الله، وهو يحتمل وجوها: أحدها أن يكون المراد الرد على الكافر الذي قال:
أخبرنا عن ربنا أمن نحاس أم حديد؟!... وثانيها أن يكون المراد الرد على جدالهم في إنكار البعث وإبطال الحشر، وثالثها الرد عليهم في طلب سائر المعجزات ورابعها الرد عليهم في استنزال عذاب الاستئصال.
" وهو شديد المحال " المشهور أن الميم أصلية وقيل زائدة، والمعنى:
شديد القوة، وقيل: شديد المكر، وقيل: شديد العقوبة، وقيل: شديد المغالبة وقيل: شديد الجدال (1).
" رزقا لكم " قال البيضاوي: أي تعيشون به، وهو يشمل المطعوم والملبوس مفعول " أخرج " و " من الثمرات " بيان له أو حال عنه، ويحتمل عكس ذلك، و يجوز أن يراد به المصدر فينتصب بالعلة أو المصدر، لان " أخرج " في معنى " رزق " (2).
" إلا من استرق السمع " قال البيضاوي: بدل من كل شيطان، واستراق السمع اختلاسه سرا، شبه به خطفتهم اليسيرة من قطان السماوات لما بينهم من المناسبة في الجوهر، أو بالاستدلال من أوضاع الكواكب وحركاتها. وعن ابن عباس أنهم كانوا لا يحتجبون عن السماوات فلما ولد عيسى عليه السلام منعوا من ثلاث سماوات. فلما ولد محمد صلى الله عليه وآله وسلم منعوا من كلها بالشهب، ولا يقدح فيه تكونها قبل المولد، لجواز أن يكون لها أسباب أخر. وقيل: الاستثناء منقطع، أي ولكن من استرق السمع " فأتبعه شهاب " أي فتبعه ولحقه شهاب " مبين " ظاهر للمبصرين، و