وقد تقدم ثناؤه - ره - على جماعة من العلماء بالنجوم. ثم قال: وممن اشتهر بعلمه من بني نوبخت عبد الله بن أبي سهل، ومن العلماء بالنجوم محمد بن إسحاق النديم كان منجما للعلوي المصري، ومن المذكورين بالتصنيف في علم النجوم حسن بن أحمد بن محمد بن عاصم المعروف بالعاصمي المحدث الكوفي، ثقة سكن بغداد، فمن كتبه الكتب النجومية، ذكر ذلك ابن شهرآشوب في كتاب (معالم العلماء) وممن اشتهر بعلم النجوم من المنسوبين إلى مذهب الإمامية الفضل بن سهل وزير المأمون فروى محمد بن عبدوس الجمشاري وغيره ما معناه أنه لما وقع بين الأمين والمأمون ما وقع واضطربت خراسان وطلب جند المأمون أرزاقهم وتوجه علي بن عيسى ابن ماهان من العراق لحرب المأمون وصعد المأمون إلى منظره للخوف على نفسه من جنده ومعه الفضل وقد ضاق عليه مجال التدبير وعزم على مفارقة ما هو فيه أخذ الفضل طالعه ورفع أصطرلابا وقال: ما تنزل من هذه المنزلة إلا خليفة غالبا لأخيك الأمين، فلا تعجل! وما زال يسكنه ويثبته حتى ورد عليهم في تلك الساعة رأس علي بن عيسى وقد قتله طاهر، وثبت ملكه، وزال ما كان يخافه، وظفر بالأمان. وروي خبر آخر أيضا مثل ذلك.
ثم قال: وممن كان عالما بالنجوم من المنسوبين إلى الشيعة الحسن بن سهل ثم ذكر ما أخرجنا من العيون في أبواب تاريخ الرضا عليه السلام من حديث الحمام و فتل الفضل فيه، ثم قال: رأيت في كتاب الوزراء جمع عبد الرحمن بن المبارك أنه ذكر محمد بن سعيد أنه وجد على كتاب من كتب ذي الرياستين بخطه: هذه السنة الفلانية التي تكون فيها النكبة، وإلى الله نرغب في دفعها، وإن صح من حساب الفلك شئ فالامر واقع فيها لا محالة، ونسأل الله تعالى أن يختم لنا بخير بمنه.
وكان يعمل لذي الرياستين تقويم في كل سنة فيوقع عليه: هذا يوم يصلح لكذا، و يجنب في هذا اليوم كذا. فلما كان في السنة التي قتل فيها عرض عليه اليوم، فجعل يوقع فيه ما يصلح، حتى انتهى إلى اليوم الذي قتل فيه، فقال: أف لهذا اليوم!
ما أشره علي! ورمى بالتقويم. وروي عن أخت الفضل، قالت: دخل الفضل