بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٥ - الصفحة ١٣١
متقلص من السكون بأن يجعل الشمس مقيمة على وضع واحد. (ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) فإنه لا يظهر للحس حتى تطلع فيقع ضوؤها على بعض الاجرام إذ لا يوجد ولا يتفاوت إلا بسبب حركتها (ثم قبضناه إلينا) أي أزلناه بإيقاع الشعاع موقعه (قبضا يسيرا) أي قليلا قليلا حسب ما ترتفع الشمس لتنتظم بذلك مصالح الكون ويتحصل به ما لا يحصى من منافع الخلق، و (ثم) في الموضعين لتفاضل الأمور، أو لتفاضل مبادئ أوقات ظهورها.
الثاني أن المعنى مد الظل لما بنى السماء بلا نيرودحا الأرض تحتها وألقت عليها ظلها (ولو شاء لجعله ثابتا) على تلك الحال، ثم خلق الشمس عليه دليلا أي مسلطا عليهم مستتبعا إياه كما يستتبع الدليل المدلول، أو دليل الطريق من يهديه يتفاوت بحركتها ويتحول بتحولها (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) شيئا فشيئا إلى أن ينتهى نقصانه، أو قبضا سهلا عند قيام الساعة بقبض أسبابه من الاجرام المظلة والمظل عليها. وهذان الوجهان ذكرهما البيضاوي وغيره من المفسرين.
الثالث: أن يكون المراد بالظل الروح كما يطلق عالم الظلال على عالم الأرواح لأنها تابعة للبدن كالظل، أو لكونها أجساما لطيفة، أو لتجردها إن قيل به (ولو شاء لجعله ساكنا) بعدم تعلقها بالأجساد، والمراد بالشمس شمس عالم الوجود وهو الرب تعالى لأنه دليل الممكنات إلى الوجود وسائر الكمالات، و قبضه عبارة عن قبض الروح شيئا فشيئا إلى أن يموت الشخص، وفي قوله (ثم جعلنا الشمس) نوع التفاوت.
الرابع: أن يراد بالظل الأنبياء والأوصياء عليهم السلام فإنهم ظلاله سبحانه لكونهم تابعين لإرادته متخلقين بأخلاقه، وكونهم ظلال رحمته على عباده (ولو شاء لجعله ساكنا) أي لم يبعثهم إلى الخلق (ثم جعلنا الشمس) أي شمس الوجود (عليه دليلا) أي لهم دليلا، هاديا لهم إلى كمالاتهم، وقبضه جذبهم إلى عالم القدس.
الخامس: أن يكون المراد بالظلال الأعيان الثابتة والحقائق الإمكانية على مذاق الصوفية، ومدها عبارة عن الفيض الأقدس بزعمهم، أي جعل الماهيات
(١٣١)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الرابع * العرش والكرسي وحملتهما 1
3 تفسير الآيات 1
4 العرش ومعناه والكرسي وحملتهما 7
5 * الباب الخامس * الحجب والاستار والسرادقات 39
6 معنى الحجاب 40
7 بيان في وجود الحجب والسرادقات، وفي الذيل ما يناسب 45
8 * الباب السادس * سدرة المنتهى ومعنى عليين وسجين 48
9 تفسير الآيات 48
10 العلة التي من أجلها سميت سدرة المنتهى سدرة المنتهى 51
11 * الباب السابع * البيت المعمور 55
12 العلة التي من أجلها صارت الطواف سبعة أشواط 58
13 * الباب الثامن * السماوات وكيفياتها وعددها، والنجوم وأعدادها وصفاتها والمجرة 61
14 تفسير الآيات 66
15 في الكرات والكواكب، وعدد الأفلاك وفي الذيل ما يناسب المقام 75
16 في منافع النجوم، ومسائل النافعة 84
17 في أن السماوات من بخار الماء، وأسمائها 88
18 فيما قاله علي عليه السلام في خلق السماوات 95
19 فيما قيل في بعد مقعر الأفلاك وقطر القمر والكواكب وأدوارهم 109
20 * الباب التاسع * الشمس والقمر وأحوالهما وصفاتهما والليل والنهار وما يتعلق بهما 113
21 تفسير الآيات 118
22 معنى قوله تبارك تعالى: " وجعلنا الليل والنهار آيتين " 123
23 في منازل القمر وأسمائها 135
24 في أن للشمس ثلاثمأة وستين برجا، وفيه توضيح 141
25 تفصيل في جرم القمر والخسوف والكسوف 150
26 في خلق الليل والنهار، وأيهما سبق 162
27 في ركود الشمس، وبيانه وشرحه 167
28 العلة التي من أجلها سمي الهلال هلالا وأحوال القمر مفصلا 178
29 في طول الشمس والقمر وعرضهما، وبيان ذلك 212
30 * الباب العاشر * علم النجوم والعمل به وحال المنجمين 217
31 فيما قاله السيد المرتضى (ره) في قوله تعالى: " فنظر نظرة في النجوم... 217
32 فيما قاله علي عليه السلام لدهقان من دهاقين الفرس 221
33 في قول الصادق عليه السلام: المنجم، والكاهن، والساحر، والمغنية، ملعون 226
34 في أن أمير المؤمنين (ع) لما قصد أهل النهروان دخل محضره رجل يدعى: سرسفيل... 229
35 للنجوم أصل وهو معجزة نبي عليه السلام 236
36 في دلالة النجوم على إبراهيم عليه السلام 237
37 في دلالة النجوم على ظهور المسلمين على ملوك الفرس 240
38 في النظر على النجوم 241
39 في أن المريخ كوكب حار وزحل كوكب بارد، وفيه بيان وشرح 246
40 فيما قاله أمير المؤمنين (ع) في النجوم لما عزم على المسير إلى الخوارج... 257
41 في أن إدريس النبي عليه السلام كان أول من نظر في علم النجوم والحساب 274
42 تذييل جليل وتفصيل جميل في أقوال بعض أجلاء أصحابنا رضوان الله عليهم... 278
43 في اختلاف المنجمين في الكواكب السبعة 281
44 في قول العلامة رحمه الله بأن التنجيم حرام وكذلك تعلم النجوم مع اعتقاد... 290
45 فيما قاله ابن سينا والشيخ الكراجكي 292
46 أسماء جماعة من الشيعة الذين كانوا عارفا بالنجوم 298
47 قصة بوران بنت حسن بن سهل مع المعتصم وكانت عارفة بالنجوم 302
48 فيما قاله العلامة المجلسي قدس سره 308
49 * الباب الحادي عشر * في النهى عن الاستمطار والانواء والطيرة والعدوى 312
50 في قوله رسول الله (ص): أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة 316
51 فيما قاله النبي (ص) في الطيرة والعدوى، وفيه بيان وتوضيح 318
52 في أن كفارة الطير التوكل، وقول الصادق (ع): الطيرة على ما تجعلها... 322
53 في الشؤم، وفيه بيان وشرح 325
54 * الباب الثاني عشر * ما يتعلق بالنجوم ويناسب أحكامها من كتاب دانيال عليه السلام وغيره 330
55 أول يوم من المحرم من أيام الأسبوع 330
56 في علامات كسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 332
57 في علامات خسوف القمر طول السنة 333
58 في اقتران الكواكب 335
59 * أبواب * * الأزمنة وأنواعها وسعادتها ونحوستها وسائر أحوالها * * الباب الثالث عشر * السنين والشهور وأنواعها والفصول وأحوالها 337
60 تفسير قوله تعالى: " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا " 337
61 في تاريخ وسنة الشمسية، والفرس، وتاريخ الملكي، وأسماء شهورهم 343
62 التاريخ الرومي وأشهره 348
63 بحث وتحقيق 350
64 في ولادة النبي ووفاته صلى الله عليه وآله في أيام الأسبوع والشهور 361
65 في غرة محرم الحرام لسنة الهجرة، وغرة رجب المرجب سنة المبعث 365
66 في غدير خم في يوم الأسبوعي 368
67 في يوم العاشورا من الأسبوع 371
68 في يوم طعن فيه عمر بن الخطاب 372
69 في علل أسامي الشهور العربية 380
70 في أسامي شهور قوم ثمود 382