بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٥ - الصفحة ١٤٢
كان وجهها لأهل الأرض لأحرقت الأرض (1) ومن عليها من شدة حرها. ومعنى سجودها ما قال سبحانه وتعالى (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس (2)).
توضيح: (ثلاثمائة وستين برجا) لعل المراد بالبرج الدرجات التي تنتقل إليها بحركاتها الخاصة، أو المدارات التي تنتقل إلى واحد منها كل يوم فيكون هذا العدد مبنيا على هو ما الشائع بين الناس من تقدير السنة به وإن لم يكن مطابقا لشئ من حركتي الشمس والقمر. (مثل جزيرة من جزائر العرب) أي نسبتها إلى الفلك نسبة جزيرة من الجزائر إلى الأرض، أو الغرض التشبيه في أصل العظمة

(1) لاحترقت (خ).
(2) روضه الكافي: 157. أقول: في سند الرواية إرسال، لان أبا الصباح الكناني ولد بعد وفاة الأصبغ بأكثر من ثلاثين سنة لأنه على ما صرح به ابن داود مات بعد السبعين والمائة وهو ابن نيف وسبعين سنة، والأصبغ لم يبق إلى وقعة الطف الواقعة في سنة الستين ومع ذلك تشتمل على أمور تحتاج إلى التوجيه:
منها البروج التي تنزل الشمس فيها، ولعل المراد بها - على فرض الصدور - الدرجات التي ينقسم مدارها إليها، وكون كل واحدة منها بمنزلة جزيرة العرب كناية عن طولها وسعتها ولعل (جزائر العرب) من خطأ النساخ أو الرواة، فإنها ليست إلا شبه جزيرة واحدة.
ومنها سجود الشمس بعد غروبها عند انتهائها إلى حد بطنان العرش، ولعله بيان تمثيلي لكيفية انقياد الشمس لامر الله تعالى من عظمتها و شدة بأسها، ولعل تخصيص السجود بما بعد الغروب رعاية لافهام العوام حيث يصعب عليهم قبول سجودها مع ما يرون من حالها، لكن بعد غروبها وغيبوبتها عن أعينهم يسهل عليهم تجويزه. واما (حد بطنان العرش) فالظاهر أنه من تتمة التمثيل وليس المراد به نقطة خاصة حتى يتكلف لتعيينها، وسيأتي من العلامة المؤلف - ره - انها في جميع الأوقات خاضعة ساجدة تحت عرش الرحمن. ومنها ان وجه الشمس لأهل السماء وقفاها لأهل الأرض، ولعله كناية عن شدة حرارتها، ولا يمكن الاخذ بظاهره لمنافاته مع اخبار كثيرة مضافا إلى مخالفته مع الأصول الهيوية وسيأتي في رواية محمد بن مسلم تحت الرقم 28 - انها إذا بلغت الجو قلبت ظهر البطن فصار ما يلي الأرض إلى السماء. هذا ما خطر بالبال والله أعلم بحقيقة الحال.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الرابع * العرش والكرسي وحملتهما 1
3 تفسير الآيات 1
4 العرش ومعناه والكرسي وحملتهما 7
5 * الباب الخامس * الحجب والاستار والسرادقات 39
6 معنى الحجاب 40
7 بيان في وجود الحجب والسرادقات، وفي الذيل ما يناسب 45
8 * الباب السادس * سدرة المنتهى ومعنى عليين وسجين 48
9 تفسير الآيات 48
10 العلة التي من أجلها سميت سدرة المنتهى سدرة المنتهى 51
11 * الباب السابع * البيت المعمور 55
12 العلة التي من أجلها صارت الطواف سبعة أشواط 58
13 * الباب الثامن * السماوات وكيفياتها وعددها، والنجوم وأعدادها وصفاتها والمجرة 61
14 تفسير الآيات 66
15 في الكرات والكواكب، وعدد الأفلاك وفي الذيل ما يناسب المقام 75
16 في منافع النجوم، ومسائل النافعة 84
17 في أن السماوات من بخار الماء، وأسمائها 88
18 فيما قاله علي عليه السلام في خلق السماوات 95
19 فيما قيل في بعد مقعر الأفلاك وقطر القمر والكواكب وأدوارهم 109
20 * الباب التاسع * الشمس والقمر وأحوالهما وصفاتهما والليل والنهار وما يتعلق بهما 113
21 تفسير الآيات 118
22 معنى قوله تبارك تعالى: " وجعلنا الليل والنهار آيتين " 123
23 في منازل القمر وأسمائها 135
24 في أن للشمس ثلاثمأة وستين برجا، وفيه توضيح 141
25 تفصيل في جرم القمر والخسوف والكسوف 150
26 في خلق الليل والنهار، وأيهما سبق 162
27 في ركود الشمس، وبيانه وشرحه 167
28 العلة التي من أجلها سمي الهلال هلالا وأحوال القمر مفصلا 178
29 في طول الشمس والقمر وعرضهما، وبيان ذلك 212
30 * الباب العاشر * علم النجوم والعمل به وحال المنجمين 217
31 فيما قاله السيد المرتضى (ره) في قوله تعالى: " فنظر نظرة في النجوم... 217
32 فيما قاله علي عليه السلام لدهقان من دهاقين الفرس 221
33 في قول الصادق عليه السلام: المنجم، والكاهن، والساحر، والمغنية، ملعون 226
34 في أن أمير المؤمنين (ع) لما قصد أهل النهروان دخل محضره رجل يدعى: سرسفيل... 229
35 للنجوم أصل وهو معجزة نبي عليه السلام 236
36 في دلالة النجوم على إبراهيم عليه السلام 237
37 في دلالة النجوم على ظهور المسلمين على ملوك الفرس 240
38 في النظر على النجوم 241
39 في أن المريخ كوكب حار وزحل كوكب بارد، وفيه بيان وشرح 246
40 فيما قاله أمير المؤمنين (ع) في النجوم لما عزم على المسير إلى الخوارج... 257
41 في أن إدريس النبي عليه السلام كان أول من نظر في علم النجوم والحساب 274
42 تذييل جليل وتفصيل جميل في أقوال بعض أجلاء أصحابنا رضوان الله عليهم... 278
43 في اختلاف المنجمين في الكواكب السبعة 281
44 في قول العلامة رحمه الله بأن التنجيم حرام وكذلك تعلم النجوم مع اعتقاد... 290
45 فيما قاله ابن سينا والشيخ الكراجكي 292
46 أسماء جماعة من الشيعة الذين كانوا عارفا بالنجوم 298
47 قصة بوران بنت حسن بن سهل مع المعتصم وكانت عارفة بالنجوم 302
48 فيما قاله العلامة المجلسي قدس سره 308
49 * الباب الحادي عشر * في النهى عن الاستمطار والانواء والطيرة والعدوى 312
50 في قوله رسول الله (ص): أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة 316
51 فيما قاله النبي (ص) في الطيرة والعدوى، وفيه بيان وتوضيح 318
52 في أن كفارة الطير التوكل، وقول الصادق (ع): الطيرة على ما تجعلها... 322
53 في الشؤم، وفيه بيان وشرح 325
54 * الباب الثاني عشر * ما يتعلق بالنجوم ويناسب أحكامها من كتاب دانيال عليه السلام وغيره 330
55 أول يوم من المحرم من أيام الأسبوع 330
56 في علامات كسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 332
57 في علامات خسوف القمر طول السنة 333
58 في اقتران الكواكب 335
59 * أبواب * * الأزمنة وأنواعها وسعادتها ونحوستها وسائر أحوالها * * الباب الثالث عشر * السنين والشهور وأنواعها والفصول وأحوالها 337
60 تفسير قوله تعالى: " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا " 337
61 في تاريخ وسنة الشمسية، والفرس، وتاريخ الملكي، وأسماء شهورهم 343
62 التاريخ الرومي وأشهره 348
63 بحث وتحقيق 350
64 في ولادة النبي ووفاته صلى الله عليه وآله في أيام الأسبوع والشهور 361
65 في غرة محرم الحرام لسنة الهجرة، وغرة رجب المرجب سنة المبعث 365
66 في غدير خم في يوم الأسبوعي 368
67 في يوم العاشورا من الأسبوع 371
68 في يوم طعن فيه عمر بن الخطاب 372
69 في علل أسامي الشهور العربية 380
70 في أسامي شهور قوم ثمود 382