بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٣١٣
يومين في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، كما قال تعالى (أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين إلى قوله ثم استوى إلى السماء وهي دخان) فكان ذلك الدخان من نفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة، ثم فتقها وجعلها سبعا في يومين في يوم الخميس ويوم الجمعة، وإنما سمي بالجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات و الأرض، ثم قال تعالى (وأوحى في كل سماء أمرها) أي وجعل في كل سماء خلقها من الملائكة والبحار (1) وجبال البرد، ثم قال: وما ذكرنا من الاخبار عن بدء الخليقة هو ما جاءت به الشريعة، ونقله الخلف عن السلف، والباقي عن الماضي، عبرنا عنهم على ما نقل إلينا من ألفاظهم، ووجدنا في كتبهم من شهادة الدلائل بحدوث العالم وإيضاحها بكونه، ولم نعرض لوصف قول من وافق ذلك و انقاد إليه من الملل القائلين بالحدوث، ولا الرد على من سواهم ممن خالف ذلك و قال بالقدم، لذكرنا ذلك فيما سلف من كتبنا وتقدم من تصانيفنا (انتهى) (2).
وقد ذكر أبو ريحان البيروني في تاريخه مدة عمر الدنيا وابتداء وجودها عن جماعة من المنجمين والحكماء، وقطع لها بالابتداء، واستدل عليه فلا نطيل الكلام بإيرادها.
وقال ابن الأثير في (الكامل): صح في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنه سمعه يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن. وروى نحو ذلك عن ابن عباس. وقال محمد ابن إسحاق أول ما خلق الله تعالى النور والظلمة، فجعل الظلمة ليلا أسود، و جعل النهار نورا (3) مضيئا، والأول أصح. وعن ابن عباس أنه قال: إن الله تعالى كان عرشه! قبل أن يخلق شيئا، فكان أول ما خلق القلم، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة. قال: ثم خلق بعد القلم الغمام، وقيل: ثم اللوح ثم الغمام.

(1) في المخطوطة: والبخار.
(2) مروج الذهب: ج 1 ص 15 17.
(3) في بعض النسخ: وجعل النور نهارا.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376