بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٣١١
أيام وخلق السماوات في يومين أو خلق ما على الأرض في أربعة أيام وخلق السماوات والأرض في يومين كما في التأويلين السابقين لا يبقى لخلق ما بين السماوات والأرض كالهواء وما فيها من كائنات الجو وقت، فينبغي أن يحمل على أن خلق السماوات في يومين، وخلق الأرض في يومين غيرهما، وخلق ما بينهما في يومين غير الأربعة فيبلغ ستة كما هو ظاهر الآيات، فتتم في هذه الستة ما ذكره تعالى في سورة النازعات بقوله (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (1)) فيكون كل ما ذكره فيها متصلا به بقوله (والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها (2)) في يوم آخر أو أيام أخر غير الستة المذكورة، ويؤيده ما روي أن دحو الأرض كان بعد خلقها بألفي سنة، فعلى ذلك لا يبعد أن يكون خلق ما سوى المذكورات كتقدير الأقوات و سار المخلوقات التي لا تعد ولا تحصى في أيام أخر، كيف وما في السماوات كالملائكة وما في تحت الأرض كالصخرة والديك والحوت وغيرها المذكورات في حديث زينب العطارة غير السماوات والأرض وما بينهما كما يرشد إليه التسبيح المأثور المشهور (سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن) فيكون خلقها في غير الستة المذكورة، فلا حاجة إلى تكلف لادخال زمان تقدير الأقوات وجعل الرواسي مثلا في زمان خلق السماوات والأرض وما بينهما، حتى لا يزيد زمان خلق المجموع على ستة أيام، وأما الروايات التي أيد بها التأويل فحملها على أن يكون المراد بها التعيين النوعي في أيام خلق كل من المذكورات فيها فلا ينافي أن يكون خلق الأشجار مثلا في أربعاء والمياه في أربعاء أخرى، وكذا خلق الشمس والقمر مثلا في جمعة وكل من النجوم والملائكة وآدم عليه السلام في جمعات اخر، فلا يلزم الاتحاد الشخصي، ولا التوالي في تلك الأيام، كيف ولو لم تحمل على ذلك لما أمكن الجمع بينها وبين

(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376