بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ١٣٢
أن يكون التمييز غاية للأول، والعلم غاية للأخير أو الأخيرين، فيكون نشرا على ترتيب اللف، وظاهر كلامه عليه السلام تفسير الآيتين المفردتين في الآية الأولى بالشمس والقمر لا بالليل والنهار، وإن كان المراد بالآيتين أو لا الليل والنهار وقيل: المراد: جعلناهما ذوي آيتين، فتكون الشمس والقمر مقصودين بهما في الموضعين، والمراد بالحساب حساب الأعمار والآجال التي يحتاج إليه الناس في أمور دينهم ودنياهم. ومقاديرهما: مقادير سيرهما وتفاوت أحوالهما.
(ثم علق في جوها فلكها) الظاهر أن كلمة (ثم) هنا للترتيب الذكري ولعل المعنى أنه أقر فلكها في مكانه من الجو بقدرته ولا ينافي نفي التعليق في نظم الاجزاء كما سبق، والجو: الفضاء الواسع، أو ما بين السماء الأرض، والفلك بالتحريك: مدار النجوم، وقيل: أراد بالفلك دائرة معدل النهار، وقيل: أراد به الجنس وهو أجسامها المستديرة التي يصدق عليها هذا الاسم، وقيل: الفلك هنا عبارة عن السماء الدنيا، فيكون على وفق قوله سبحانه (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب (1)) والتوجيه مشترك، وعلى المشهور من عدم كون جميعها في السماء الدنيا لعل الأظهر أن يراد بالفلك ما ارتكز فيه كوكب بتحرك بحركته وبالجو الفضاء الواسع الموهوم، أو الموجود الذي هو مكان الفلك، ووجه إضافته إليها واضح فإن الفلك من جملتها، وكذا إضافة الفلك إليها، ويحتمل حينئذ أن يراد بفلكها المحيط المحرك لجملتها. ويمكن على طريقة الاستخدام أو بدونه أن يراد بضمير السماء الذي أحاط بجميع ما ارتكزت فيه الكواكب المدير لها فكون فلكها في جوها ظاهرها، أو يراد بالسماء الأفلاك الكلية، وبالفلك الأفلاك الجزئية الواقعة في جوفها. وفي بعض النسخ (علق في جوها فلكا) بدون الضمير وهو يناسب كون الكواكب كلها في فلك واحد.
و (ناط) أي علق، والدراري: جمع (دري) وهو المضيئ، [و] كأنه نسب إلى

(١٣٢)
مفاتيح البحث: الوسعة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376