107 - مناقب ابن شهرآشوب (1) الخرائج: عن سعد الإسكاف قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم، إذ دخل عليه رجل من أهل الجبل بهدايا وألطاف، وكان فيما أهدي إليه جراب من قديد وحش، فنثره أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: خذها فأطعمها الكلاب قال الرجل: لم؟ قال: ليس بذكي فقال الرجل: اشتريته من رجل مسلم ذكر أنه ذكي فرده أبو عبد الله عليه السلام في الجراب، وتكلم عليه بكلام لم أدر ما هو.
ثم قال للرجل: قم فأدخله ذلك البيت ففعل فسمع القديد يقول: يا عبد الله ليس مثلي يأكله الامام، ولا أولاد الأنبياء، لست بذكي، فحمل الرجل الجراب وخرج فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما قال؟ قال: أخبرني كما أخبرتني به أنه غير ذكي فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما علمت يا أبا هارون؟ إنا نعلم ما لا يعلم الناس، قال:
فخرج وألقاه على كلب لقيه (2).
بيان: قوله من قديد وحش أي قديد كان من لحوم الحيوانات الوحشية، وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة وهو الردي من كل شئ.
108 - مناقب ابن شهرآشوب (3) الخرائج: روي عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال أبو عبد الله عليه السلام:
إذا لقيت السبع ما تقول له؟ قلت: لا أدري قال: إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل: عزمت عليك بعزيمة الله، وعزيمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وعزيمة سليمان بن داود، وعزيمة علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فإنه ينصرف عنك، قال عبد الله الكاهلي: فقدمت إلى الكوفة، فخرجت مع ابن عم لي إلى قرية فإذا سبع قد اعترض لنا في الطريق فقرأت في وجهه آية الكرسي وقلت: عزمت عليك بعزيمة الله، وعزيمة محمد رسول الله، وعزيمة سليمان بن داود، وعزيمة أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من بعده إلا تنحيت عن طريقنا، ولم تؤذنا، فانا لا نؤذيك قال: فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه وأدخل ذنبه بين رجليه، وركب الطريق