فدخلت فسطاط مولاتها فذهبت تتناول شيئا فمست مولاتها رأسها فإذا لزوجة الماء، فحلقت رأسها وضربتها، فقلت لها: هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجك (1).
بيان: قوله عليه السلام فاستخففتها أي فوجدت إتيانها خفيفة سهلة، ويحتمل أن يكون كناية عن المراودة من قولهم استخف فلانا عن رأيه أي حمله على الخفة و الجهل وأزاله عن رأيه.
37 - التهذيب: الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن إسماعيل ابن جابر قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام حين مات ابنه إسماعيل الأكبر فجعل يقبله وهو ميت، فقلت: جعلت فداك أليس لا ينبغي أن يمس الميت بعد ما يموت؟
ومن مسه فعليه الغسل، فقال: أما بحرارته فلا بأس، إنما ذلك إذا برد (2).
38 - الكافي: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز قال: كانت لإسماعيل بن أبي عبد الله دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن فقال إسماعيل: يا أبه إن فلانا يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذا وكذا دينارا أفترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بها بضاعة من اليمن؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا بني أما بلغك أنه يشرب الخمر؟ فقال إسماعيل: هكذا يقول الناس، فقال عليه السلام: يا بني لا تفعل.
فعصى إسماعيل أباه ودفع إليه دنانيره فاستهلكها ولم يأته بشئ منها، فخرج إسماعيل وقضي أن أبا عبد الله عليه السلام حج وحج إسماعيل تلك السنة فجعل يطوف بالبيت ويقول: اللهم آجرني واخلف علي، فلحقه أبو عبد الله عليه السلام فهمزه بيده من خلفه، وقال له: مه يا بني فلا والله ما لك على الله هذا، ولا لك أن يؤجرك ولا يخلف عليك، وقد بلغك أنه يشرب الخمر فائتمنته.
فقال إسماعيل: يا أبه إني لم أره يشرب الخمر إنما سمعت الناس يقولون فقال: يا بني إن الله عز وجل يقول في كتابه: " يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين " (3)