راجعا من حيث جاء فقال ابن عمي: ما سمعت كلاما أحسن من كلامك هذا الذي سمعته منك، فقلت: أي شئ سمعت؟ هذا كلام جعفر بن محمد فقال: أنا أشهد أنه إمام فرض الله طاعته، وما كان ابن عمي يعرف قليلا ولا كثيرا قال: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام من قابل فأخبرته الخبر فقال: ترى أني لم أشهدكم؟! بئسما رأيت، ثم قال: إن لي مع كل ولي اذنا سامعة، وعينا ناظرة، ولسانا ناطقا ثم قال: يا عبد الله أنا والله صرفته عنكما، وعلامة ذلك أنكما كنتما في البرية على شاطئ النهر، واسم ابن عمك مثبت عندنا، وما كان الله ليميته حتى يعرف هذا الامر قال: فرجعت إلى الكوفة فأخبرت ابن عمي بمقالة أبي عبد الله عليه السلام ففرح فرحا شديدا، وسر به، وما زال مستبصرا بذلك إلى أن مات (1).
109 - كشف الغمة: من دلائل الحميري، عن الكاهلي مثله (2).
110 - مناقب ابن شهرآشوب، الخرائج: روي أن الوليد بن صبيح قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام في ليلة إذ يطرق الباب طارق فقال للجارية: انظري من هذا؟ فخرجت ثم دخلت فقالت: هذا عمك عبد الله بن علي فقال: أدخليه وقال لنا: ادخلوا البيت، فدخلنا بيتا فسمعنا منه حسا ظننا أن الداخل بعض نسائه، فلصق بعضنا ببعض، فلما دخل أقبل على أبي عبد الله عليه السلام، فلم يدع شيئا من القبيح إلا قاله في أبي عبد الله عليه السلام ثم خرج وخرجنا، فأقبل يحدثنا من الموضع الذي قطع كلامه، فقال بعضنا: لقد استقبلك هذا بشئ ما ظننا أن أحدا يستقبل به أحدا، حتى لقد هم بعضنا أن يخرج إليه فيوقع به، فقال: مه، لا تدخلوا فيما بيننا، فلما مضى من الليل ما مضى طرق الباب طارق، فقال للجارية: انظري من هذا؟ فخرجت، ثم عادت فقالت: هذا عمك عبد الله بن علي، قال لنا: عودوا إلى مواضعكم، ثم أذن له، فدخل بشهيق ونحيب وبكاء وهو يقول: يا ابن أخي اغفر لي غفر الله لك، اصفح عني صفح الله عنك، فقال: