في دين الله استحللتم قتله وقتاله والبراءة منه؟ قال: نعم، قال فأخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه لأدخل معك فيه إن غلبت حجتي حجتك أو حجتك حجتي من يوقف المخطئ على خطائه ويحكم للمصيب بصوابه؟ فلا بد لنا من انسان يحكم بيننا، قال: فأشار الضحاك إلى رجل من أصحابه فقال: هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين قال: وقد حكمت هذا في الدين الذي جئت أناظرك فيه؟ قال: نعم فأقبل مؤمن الطاق على أصحابه فقال: إن هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشأنكم به فضربوا الضحاك بأسيافهم حتى سكت (1).
بيان: جانح أي أنا مائل إليكم من قوله تعالى " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها " (2). وفي بعض النسخ صالح.
10 - رجال الكشي: محمد بن مسعود، عن الحسين بن أشكيب، عن الحسن بن الحسين عن يونس، عن أبي جعفر الأحول قال: قال ابن أبي العوجاء مرة: أليس من صنع شيئا وأحدثه حتى يعلم أنه من صنعته فهو خالقه؟ قلت: بلى، قال: فأخلني شهرا أو شهرين ثم تعال حتى أريك، قال: فحججت فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال:
أما إنه قد هيأ لك شاتين وهو جاء معه بعدة من أصحابه ثم يخرج لك الشاتين قد امتلئا دودا ويقول لك هذا الدود يحدث من فعلي فقل له: إن كان من صنعك وأنت أحدثته فميز ذكوره من إناثه، وأخرج إلي الدود فقلت له: ميز الذكور من الإناث فقال:
هذه والله ليست من إبرازك، هذه التي حملتها الإبل من الحجاز.
ثم قال: ويقول لك: أليس تزعم أنه غني فقل: بلى، فيقول: أيكون الغني عندك من المعقول في وقت من الأوقات ليس عنده ذهب ولا فضة؟ فقل له: نعم فإنه سيقول لك كيف يكون هذا غنيا؟ فقل: إن كان الغنى عندك أن يكون الغني غنيا من قبل فضته وذهبه وتجارته فهذا كله مما يتعامل الناس به فأي القياس أكثر وأولى بأن يقال غني من أحدث الغنى فأغنى به الناس قبل أن يكون شئ وهو وحده