بالكوفة، وكان معنا في السوق حبيب بن نزار بن حسان فجاء إلى الهيثم فقال له قد بلغني ما دار عنك في علي وقوله - وكان حبيب مولى لبني هاشم - فقال له الهيثم:
النظر يمر فيه أكثر من هذا فخفض الامر، فحججنا بعد ذلك ومعنا حبيب فدخلنا على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام فسلمنا عليه فقال له حبيب: يا أبا عبد الله كان من الامر كذا وكذا، فتبين الكراهية في وجه أبي عبد الله عليه السلام فقال له حبيب: هذا محمد بن نوفل حضر ذلك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أي حبيب كف، خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم بأعمالكم، فان لكل امرئ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب، لا تحملوا الناس عليكم وعلينا، وادخلوا في دهماء الناس فان لنا أياما ودولة يأتي بها الله إذا شاء، فسكت حبيب فقال: أفهمت يا حبيب؟ لا تخالفوا أمري فتندموا، قال: لن أخالف أمرك، قال أبو العباس: سألت علي بن الحسن، عن محمد بن نوفل فقال: كوفي، قلت: ممن؟ قال: أحسبه مولى لبني هاشم، وكان حبيب بن نزار بن حسان مولى لبني هاشم، وكان الخبر فيما جرى بينه وبين أبي حنيفة حين ظهر أمر بني العباس، فلم يمكنهم إظهار ما كان عليه آل محمد عليهم السلام (1).
5 - رجال الكشي: محمد بن قولويه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن أبي كهمس قال: دخلت على أبي عبد الله فقال لي: شهد محمد بن مسلم الثقفي القصير عند ابن أبي ليلى بشهادة فرد شهادته؟ فقلت: نعم، فقال: إذا صرت إلى الكوفة فأتيت ابن أبي ليلى، فقل له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقول قال أصحابنا، ثم سله عن الرجل يشك في الركعتين الأوليين من الفريضة، وعن الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله؟ وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصيات فيسقط منه واحدة كيف يصنع؟ فإذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك، وأعلم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله منك.