بك أدفع في نحره، وأستعيذ بك من شره، ففعل الله بي ما رأيت (1).
توضيح: قال الجزري (2) فيه كنت أغلف لحية رسول الله صلى الله عليه وآله بالغالية أي ألطخها به وأكثر، والغالية ضرب مركب من الطيب.
29 - كشف الغمة: من كتاب الدلائل للحميري عن رزام بن مسلم مولى خالد بن عبد الله القسري قال: إن المنصور قال لحاجبه: إذا دخل علي جعفر بن محمد عليه السلام فاقتله، قبل أن يصل إلي، فدخل أبو عبد الله عليه السلام فجلس، فأرسل إلى الحاجب فدعاه، فنظر إليه وجعفر عليه السلام قاعد، قال: ثم قال: عد إلى مكانك، قال: وأقبل يضرب يده على يده، فلما قام أبو عبد الله عليه السلام وخرج دعا حاجبه، فقال: بأي شئ أمرتك؟ قال: لا والله ما رأيته حين دخل، ولا حين خرج، ولا رأيته إلا وهو قاعد عندك (3).
وعن عبد الله بن أبي ليلى قال: كنت بالربذة مع المنصور وكان قد وجه إلى أبي عبد الله عليه السلام فاتي به، وبعث إلي المنصور فدعاني، فلما انتهيت إلى الباب سمعته يقول: عجلوا! علي به، قتلني إن لم أقتله، سقى الله الأرض من دمي إن لم أسق الأرض من دمه، فسألت الحاجب من يعني؟ قال: جعفر بن محمد عليه السلام فإذا هو قد اتي به مع عدة جلاوزة، فلما انتهى إلى الباب قبل أن يرفع الستر رأيته قد تململت شفتاه عند رفع الستر، فدخل، فلما نظر إليه المنصور قال: مرحبا يا ابن عم، مرحبا يا ابن رسول الله، فما زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته ثم دعا بالطعام، فرفعت رأسي وأقبلت أنظر إليه ويلقمه جديا باردا، وقضى حوائجه، وأمره بالانصراف، فلما خرج قلت له: قد عرفت موالاتي لك وما قد ابتليت به في دخولي عليهم، وقد سمعت كلام الرجل وما كان يقول، فلما صرت إلى الباب رأيتك قد تململت شفتاك وما أشك أنه شئ قلته، ورأيت ما صنع بك، فإن رأيت أن تعلمني