القبر فلما انصرفا إلى الكوفة أتى صاحب الدعاء المدينة فدخل على الصادق عليه السلام فقال له: اجلس ما حال أخيك؟ أين العود؟ فقال: يا سيدي إني لما أصبت بأخي اغتممت غما شديدا فلما رد الله عليه روحه نسيت العود من الفرح، فقال الصادق عليه السلام: أما إنه ساعة صرت إلى غم أخيك أتاني أخي الخضر، فبعثت إليك على يديه قطعة عود من شجرة طوبى، ثم التفت إلى خادم له فقال: علي بالسفط فأتى به، ففتحه وأخرج منه قطعة العود بعينها، ثم أراها إياه حتى عرفها، ثم ردها إلى السفط.
داود النيلي قال: خرجت مع أبي عبد الله عليه السلام إلى الحج، فلما كان أوان الظهر قال لي: يا داود أعدل عن الطريق، حتى نأخذ أهبة الصلاة، فقلت:
جعلت فداك أو ليس نحن في أرض قفر لا ماء فيها؟ فقال لي: ما أنت وذاك!؟ قال:
فسكت وعدلنا عن الطريق، فنزلنا في أرض قفر لا ماء فيها، فركضها برجله فنبع لنا عين ماء يسيب كأنه قطع الثلج، فتوضأ وتوضيت ثم أدينا ما علينا من الفرض، فلما هممنا بالمسير التفت فإذا بجذع نخر فقال لي: يا داود أتحب أن أطعمك منه رطبا؟ فقلت: نعم قال: فضرب بيده إلى الجذع فهزه فاخضر من أسفله إلى أعلاه قال: ثم اجتذبه الثانية، فأطعمنا اثنين وثلاثين نوعا من أنواع الرطب، ثم مسح بيده عليه فقال: عد نخرا بإذن الله تعالى قال: فعاد كسيرته الأولى.
أمالي أبي المفضل قال أبو حازم عبد الغفار بن الحسن: قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وأنا معه، وذلك على عهد المنصور، وقدمها جعفر بن محمد العلوي فخرج جعفر عليه السلام يريد الرجوع إلى المدينة فشيعه العلماء وأهل الفضل من أهل الكوفة، وكان فيمن شيعه سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، فتقدم المشيعون له فإذا هم بأسد على الطريق فقال لهم إبراهيم بن أدهم: قفوا حتى يأتي جعفر فننظر ما يصنع فجاء جعفر عليه السلام فذكروا له الأسد، فأقبل حتى دنا من الأسد فأخذ باذنه فنحاه عن الطريق، ثم أقبل عليهم، فقال: أما إن الناس لو أطاعوا الله حق طاعته لحملوا