الخصومة والقتال.
22 - مجالس المفيد، أمالي الطوسي: المفيد، عن محمد بن عمران المرزباني، عن محمد بن أحمد الحكيمي، عن إسماعيل بن إسحاق، عن سعيد بن يحيى، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الملك بن عمير اللخمي قال: قدم حارثة بن قدامة السعدي على معاوية ومع معاوية على السرير الأحنف بن قيس والحباب المجاشعي فقال له معاوية: من أنت قال: أنا حارثة بن قدامة قال: وكان نبيلا فقال له معاوية: ما عسيت أن تكون هل أنت إلا نحلة.
فقال: لا تفعل يا معاوية، قد شبهتني بالنحلة (1) وهي والله حامية اللسعة حلوة البصاق، ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب، وما أمية إلا تصغير أمة، فقال معاوية: لا تفعل قال: إنك فعلت ففعلت.
قال له: فادن اجلس معي على السرير! فقال: لا أفعل، قال: ولم؟ قال:
لأني رأيت هذين قد أماطاك عن مجلسك فلم أكن لا شاركهما قال له معاوية: ادن اسارك، فدنا منه فقال: يا حارثة إني اشتريت من هذين الرجلين دينهما، قال:
ومني فاشتر يا معاوية قال له: لا تجهر.
بيان: حامية اللسعة إما كناية عن عدم الشوك فيها، وعدم التضرر بها أو أنها لطولها يمكن التحرز عن المؤذيات بالصعود عليها، أو أن ثمرها ينفع في دفع السموم.