بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ١٩١
وثالثها: أن يكون معنى سأصرف عن آياتي أي لا أوتيها من هذه صفته، وإذا صرفهم عنها فقد صرفها عنهم، وكلا اللفظين يفيد معنى واحدا.
ورابعها: أن يكون المراد بالآيات العلامات التي يجعلها الله في قلوب المؤمنين، ليدل بها الملائكة على الفرق بين المؤمن والكافر فيفعلوا بكل واحد منها ما يستحقه من التعظيم أو الاستخفاف كما تأول أهل الحق الطبع والختم اللذين ورد بهما القرآن على أن المراد بهما العلامة المميزة بين الكافر والمؤمن، ويكون معنى سأصرفهم عنها أي أعدل بهم عنها وأخص بها المؤمنين المصدقين بآياتي وأنبيائي.
وخامسها: أن يريد تعالى: أني أصرف من رام المنع من أداء آياتي وتبليغها، لان من الواجب على الله أن يحول بين من رام ذلك وبينه ولا يمكن منه لأنه ينقض الغرض في البعثة.
وسادسها: أن يكون الصرف هنا الحكم والتسمية والشهادة، معلوم أن من شهد على غيره بالانصراف عن شئ جاز أن يقال له: صرفه عنه، كما يقال: أكفره و وكذبه وفسقه.
وسابعها: أنه تعالى لما علم أن الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق سينصرفون عن النظر في آياته والايمان بها إذا أظهرها على أيدي رسله جاز أن يقول: سأصرف عن آياتي فيريد سأظهر ما ينصرفون بسوء اختيارهم عنه، ويجري ذلك مجرى قولهم:
سأبخل فلانا أي أسأله ما يبخل ببذله، والآيات إما المعجزات أو جمع الأدلة.
وثامنها: أن يكون الصرف ههنا المنع من إبطال الآيات والحجج والقدح فيها بما يخرجها عن أن تكون أدلة وحججا، فيكون تقدير الكلام: إني بما أؤيده من حججي وأحكمه من آياتي وبيناتي سأصرف المبطلين والمكذبين عن القدح في الآيات والدلالات.
وتاسعها: أن الله عز وجل لما وعد موسى عليه السلام وأمته لهلاك عدوهم قال:
سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق فأراد عز وجل أنه يهلكهم ويصطلمهم ويحتاجهم على طريق العقوبة لهم، بما قد كان منهم من التكذيب بآيات الله
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 * أبواب العدل * باب 1 نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض، وإثبات الأمر بين الأمرين، وإثبات الاختيار والاستطاعة، وفيه 112 حديثا. 2
4 باب 2 آخر وهو من الباب الأول، وفيه حديث. 68
5 باب 3 القضاء والقدر، والمشية والإرادة، وسائر أبواب الفعل، وفيه 79 حديثا. 84
6 باب 4 الآجال، وفيه 14 حديثا. 136
7 باب 5 الأرزاق والأسعار، وفيه 13 حديثا. 143
8 باب 6 السعادة والشقاوة، والخير والشر، وخالقهما ومقدرهما، وفيه 23 حديثا. 152
9 باب 7 الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان، وفيه 50 حديثا. 162
10 باب 8 التمحيص والاستدراج، والابتلاء والاختبار، وفيه 18 حديثا. 210
11 باب 9 أن المعرفة منه تعالى، وفيه 13 حديثا. 220
12 باب 10 الطينة والميثاق، وفيه 67 حديثا. 225
13 باب 11 من لا ينجبون من الناس، ومحاسن الخلقة وعيوبها اللتين تؤثران في الخلق، وفيه 15 حديثا. 276
14 باب 12 علة عذاب الاستيصال، وحال ولد الزنا، وعلة اختلاف أحوال الخلق، وفيه 14 حديثا. 281
15 باب 13 الأطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا، وفيه 22 حديثا. 288
16 باب 14 من رفع عنه القلم، ونفي الحرج في الدين، وشرائط صحة التكليف، وما يعذر فيه الجاهل، وأنه يلزم على الله التعريف وفيه 29 حديثا. 298
17 باب 15 علة خلق العباد وتكليفهم، والعلة التي من أجلها جعل الله في الدنيا اللذات والآلام والمحن، وفيه 18 حديثا. 309
18 باب 16 عموم التكاليف، وفيه ثلاثة أحاديث. 318
19 باب 17 أن الملائكة يكتبون أعمال العباد، وفيه 35 حديثا. 319
20 باب 18 الوعد والوعيد، والحبط والتكفير، وفيه حديثان. 331