بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ١٨٦
كما يقال لمن خلى بين الكلب وغيره: أرسل كلبه عليه " تؤزهم أزا " أي تزعجهم إزعاجا من الطاعة إلى المعصية، وقيل تغريهم إغراءا بالشئ.
وفي قوله تعالى: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته " بأن لطف لكم وأمركم بما تصيرون به أزكياء ما صار منكم أحد زكيا، أو ما طهر أحد من وسوسة الشيطان وما صلح، ولكن الله يزكي أي يطهر بلطفه من يشاء، وهو من له لطيف، يفعله سبحانه به ليزكوا عنده.
وفي قوله تعالى: " ومن لم يجعل الله له نورا أي " نجاة وفرجا، أو نورا في القيامة.
وفي قوله سبحانه: " ولكن متعتهم وآباءهم " أي طولت أعمارهم وأعمار آبائهم، وأمددتهم بالأموال والأولاد بعد موت الرسل حتى نسوا الذكر المنزل على الأنبياء و تركوه وكانوا قوما هلكى فاسدين وفي قوله: كذلك سلكناه أي القرآن. وفي قوله تعالى: زينا لهم أعمالهم أي أعمالهم التي أمرناهم بها، وقيل: بأن خلقنا فيهم شهوة القبيح ليجتنبوا المشتهى.
قوله تعالى: " وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار " قال البيضاوي: قيل: بالتسمية كقوله: " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " أو بمنع الألطاف الصارفة عنه (1) وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت " أي هدايته، أو من أحببته لقرابته، والمراد بالهداية هنا اللطف الذي يختار عنده الايمان، فإنه لا يقدر عليه إلا الله تعالى. لأنه إما أن يكون من فعله خاصة أو بإعلامه، ولا يعلم ما يصلح المرء في دينه إلا الله تعالى، فإن الهداية التي هي الدعوة والبيان قد أضافه سبحانه إليه في قوله: " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " (2) وقيل: إن المراد بالهداية في الآية في الآية الاجبار على الاهتداء أي أنت لا تقدر على ذلك. وقيل: معناه ليس عليك اهتداؤهم وقبولهم الحق.

(١) قال الشيخ: قيل: في معناه قولان: أحدهما إنا عرفنا الناس أنهم كانوا كذلك كما يقال جعله رجل شر بتعريفنا حاله، والثاني إنا حكمنا عليهم بذلك، كما قال: " ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة " والجعل على أربعة أقسام: أحدها بمعنى الاحداث، كقوله: " وجعلنا الليل والنهار آيتين " الثاني بمعنى قلبه من حال إلى حال، كجعل النطفة علقة. الثالث بمعنى الحكم أنه على صفة. الرابع بمعنى اعتقد أنه على حال، كقولهم: جعل فلان فلانا راكبا إذا اعتقد فيه ذلك اه‍.
(٢) الشورى: ٥٢.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 * أبواب العدل * باب 1 نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض، وإثبات الأمر بين الأمرين، وإثبات الاختيار والاستطاعة، وفيه 112 حديثا. 2
4 باب 2 آخر وهو من الباب الأول، وفيه حديث. 68
5 باب 3 القضاء والقدر، والمشية والإرادة، وسائر أبواب الفعل، وفيه 79 حديثا. 84
6 باب 4 الآجال، وفيه 14 حديثا. 136
7 باب 5 الأرزاق والأسعار، وفيه 13 حديثا. 143
8 باب 6 السعادة والشقاوة، والخير والشر، وخالقهما ومقدرهما، وفيه 23 حديثا. 152
9 باب 7 الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان، وفيه 50 حديثا. 162
10 باب 8 التمحيص والاستدراج، والابتلاء والاختبار، وفيه 18 حديثا. 210
11 باب 9 أن المعرفة منه تعالى، وفيه 13 حديثا. 220
12 باب 10 الطينة والميثاق، وفيه 67 حديثا. 225
13 باب 11 من لا ينجبون من الناس، ومحاسن الخلقة وعيوبها اللتين تؤثران في الخلق، وفيه 15 حديثا. 276
14 باب 12 علة عذاب الاستيصال، وحال ولد الزنا، وعلة اختلاف أحوال الخلق، وفيه 14 حديثا. 281
15 باب 13 الأطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا، وفيه 22 حديثا. 288
16 باب 14 من رفع عنه القلم، ونفي الحرج في الدين، وشرائط صحة التكليف، وما يعذر فيه الجاهل، وأنه يلزم على الله التعريف وفيه 29 حديثا. 298
17 باب 15 علة خلق العباد وتكليفهم، والعلة التي من أجلها جعل الله في الدنيا اللذات والآلام والمحن، وفيه 18 حديثا. 309
18 باب 16 عموم التكاليف، وفيه ثلاثة أحاديث. 318
19 باب 17 أن الملائكة يكتبون أعمال العباد، وفيه 35 حديثا. 319
20 باب 18 الوعد والوعيد، والحبط والتكفير، وفيه حديثان. 331