ورابعها: أن المراد به وصف حالهم يوم القيامة فهو مثل قوله: " إذ الأغلال في أعناقهم فهم مقمحون " أراد أن أيديهم لما غلت إلى أعناقهم ورفعت الأغلال أذقانهم و رؤوسهم صعدا فهم مرفوع الرأس برفع الأغلال إياها، والمقمح: الغاض بصره بعد رفع رأسه. " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون " (1) هذا على أحد الوجهين تشبيه لهم بمن هذه صفته في إعراضهم عن الايمان وقبول الحق، وذلك عبارة عن خذلان الله إياهم لما كفروا، فكأنه قال: وتركناهم مخذولين فصار ذلك
(١٨٨)