الظن وظهور خلاف النتيجة لا يبقى ما عنه الظن بل يتبين ان الكبرى التى كانت مظنونة الصدق هي في نفس الامر كاذبة افلا يعقل انه لا استدلال اصلا الا على هيئة احد ضروب سياقات الاقيسة أو من سبيل الاستقراء والتمثيل الخارجين عن حد القياس بقيد الاستلزام ولا ملزومية في القياس الا لعقدين بالقياس إلى عقد وانه إذا كان وجود الغيم الرطب في نفسه هو السبب الملزوم لم يكن حصول المطر مظنونا بل كان مقطوعا به بتة إذ وجود الغيم الرطب في نفسه من البينات المعلومة بالحسن نعم قد اصطلح فريق من الاصوليين على تسمية المفرد الذى له صلوح ان يتوصل بصحيح النظر فيه إلى عقد مطلوب خبرى ايضا دليلا كما العالم يقال له انه دليل وجود الصانع على معنى انه يمكن بالنظر في احواله تأليف قياس ملزوم للعقد المطلوب لا بمعنى ان السبب الملزوم للمطلوب هو وجود ذلك المفرد في نفسه فاذن لا مساغ (لذلك الوهم المغالطى على شئ من الاصطلاحات المعقودة في العلوم كما لا مساغ) له بحسب الحقيقة بوجه من الوجوه اصلا ومن حيث تحققت وتعرفت حقيقة الامر تبزغ لك حت الشك وحق القول في سائر العلوم ايضا فمن المنصرح المقتر في مقره ان المسألة بما هي مسألة في أي علم كان هي عقد مطلوب محموله من العوارض الذاتية لموضوع العلم لا من حيث نفسه بل من حيث يتادى
(٢٧)