مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٩٩
فصل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب) (1) وعن أبي أمامة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (لعن الله الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل والثبور) (2).
وعنه صلى الله عليه وآله، أنه نهى أن تتبع جنازة معها رانة (3).
وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كبر مقتا عند الله الأكل من غير جوع، والنوم من غير سهر، والضحك من غير عجب، والرنة عند المصيبة، والمزمار عند النعمة (4).
وعن يحيى بن خالد: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: ما يحبط الأجر عند المصيبة؟ قال: (تصفيق الرجل بيمينه على شماله، والصبر عند الصدمة الأولى، من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) (5).
وعن أم سلمة رضي الله عنه قالت: لما مات أبو سلمة رضي الله عنه قلت:
غريب وفي أرض (غربة، لأبكينه) (6) بكاء يتحدث عنه، فكنت قد تهيأت للبكاء، إذ أقلبت امرأة تريد أن تسعدني، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لها:
(أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه) فكففت عن البكاء (7).
وعن الباقر عليه السلام: (أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل، ولطم الوجه والصدر، وجز الشعر، ومن أقام النواح فقد ترك الصبر، ومن صبر واسترجع وحمد الله - جل ذكره - فقد رضي بما صنع الله، ووقع أجره على الله عز وجل، ومن لم يفعل ذلك

(١) مسند أحمد ١: ٣٨٦، صحيح البخاري ٢: ١٠٤، صحيح مسلم ١: ٩٩ / ١٦٥، سنن ابن ماجة ١:
٥٠٤
/ ١٥٨٤، سنن النسائي ٤: ٢٠ و ٢١، والبحار ٨٢: ٩٣ / ٤٥.
(٢) الجامع الصغير ٢: ٤٠٥ / ٧٢٥٢ سنن ابن ماجة ١: ٥٠٥ / ١٥٨٥، والبحار ٨٣: ٩٣.
(٣) سنن ابن ماجة ١: ٥٠٤ / ١٥٨٣.
(٤) الجامع الصغير ٢: ٢٦٨ / ٦٢١٦.
(٥) البحار ٨٢: ٩٣.
(٦) في (ح): غريبة لأبكين عليه.
(٧) صحيح مسلم ٢: ٦٣٥ / 922.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116