الامرأة (1) التي كانت بين طست فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن [من الجنة] يديها وأطيب ريحا من المسك والعنبر، فلفتها بواحدة وقنعتها بالاخرى (2) ثم استنطقت فاطمة (3) (عليها السلام) فنطقت بالشهادة (4).
فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن أبي محمدا رسول الله، وأن بعلي عليا سيد الأوصياء، وولدي سادة الأسباط، ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة باسمها، وأقبلن عليها (5) وتباشرت الحور [العين] بولادتها (6)، وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادتها (7)، ووجد (8) في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك.
ثم قالت (9) النسوة: خذيها يا خديجة [طاهرة، مباركة، زكية، ميمونة، بورك فيها وفي نسلها]، فأخذتها (10) فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها، فكانت فاطمة (عليها السلام) تنمي في اليوم كما ينمي المولود في الشهر، وتنمي في الشهر كما ينمي المولود في السنة (11).
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن فاطمة (عليها السلام) مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة وسبعين يوما، وكان قد (12) دخلها حزن شديد [على أبيها]، وكان جبرئيل (عليه السلام) يأتيها ويطيب نفسها، تسمع صوته ولا ترى شخصه (13)، [و] يخبرها عن أبيها بمكانه، ويخبرها عما يكون بعدها (14) في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك (15).