الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٦٠
تمويه وتلبيس، يري الساحر أنه حقيقة، ويخفي وجه الحيلة فيه، فهو يري أنه يذبح الحيوان ثم يحييه بعد الذبح، وهو لا يذبحه بل لخفة حركات اليد يري ولا يفعل.
فمن لم يعلم أن المعجزة جنس، وأن المخرقة والشعوذة من غير (1) ذلك الجنس لم يعلمها معجزة.
فصل ثم اعلم أن بين المعجزة، والمخرقة، والشعوذة، والحيل التي تبقي فروقا توصل إلى العلم بها، بالنظر والاستدلال في ذلك، بأن يعرف أولا (2) ما يصح أن يكون مقدورا للبشر، وما لا يصح، وأن يعلم بمقتضى (3) العادة كيف جرت في مقدورات البشر، وعلى أي وجه تقع أفعاله، وأن ما يصح أن يقدر عليه من أي نوع يجب أن يكون، وكيف يكون حالهم إذا خرجوا من المقدرة عليه. وهل يصح أن يعجز البشر عما لا يصح أن يقدروا عليه، وينظر فيما يمكن أن يتوصل إليه بحيلة وخفة ويعلم السبب المؤدي إليه، وما لا يمكن ذلك فيه.
فإذا أحاط علمه بهذه المقدورات عرف حينئذ ما يظهر من المعجزة عليهم، ففصل بين حالها وبين ما يجري مجرى الشعوذة والمخرقة، كالعجل الذي صاغه السامري من ذهب لبس به على الناس، وكان له صوت وخوار، إذ احتال إلى إدخال الريح فيه من مداخله ومجاريه، كما تعمل هذه الآلات التي تصوت بالحيل، أو صندوق الساعات، أو طاس المفصد (4) الذي تعلم به مقادير الدم.
وإنما أضاف الله تعالى الصوت إليه لأنه كان محله عند دخول الريح فيه (5).

1) " المعجزة ليست من " د، ق.
2) " يوقف أولا على " د، ق.
3) " أن " د، ق بدل " بمقتضى ".
4) " الفصد " د، ق.
5) " في جوفه " د، ق.
(١٠٦٠)
مفاتيح البحث: الذبح (1)، السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1055 1056 1057 1058 1059 1060 1061 1062 1063 1064 1065 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148