الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٤٩
وقال لما دميت إصبعه:
هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت (1) فصل أما الجواب عما قالوه أولا فهو من أدل الاعلام على صدقه، فيما أخبر به من الغيوب، وذلك أنه لما أرسل إلى كسرى وهو مزق كتابه صلى الله عليه وآله قال صلى الله عليه وآله:
" مزق الله مملكته كما مزق كتابي " (2) فوقع ذلك كما دعا وأخبر به.
ولما كتب إلى قيصر لم يمزق كتابه قال: " ثبت الله مملكته " وكان تغلب على الشام، وكان النبي يخبر بفتحها له.
فمعنى قوله: " ولا قيصر بعده " يعني في كل أرض الشام.
وأما قوله: " شهرا عيد لا ينقصان " ففيه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه خرج على سنة بعينها أشار إليها، وكان كذلك.
وهذا كما قال: " يوم صومكم: يوم فطركم " لسنة بعينها.
وكما قال: " الجالس في وسط القوم ملعون " (3) أشار إلى واحد كان يتسمع الاخبار من وسط الحلقة.
والثاني: أنهما لا ينقصان على الاجتماع غالبا، بل يكون أحدهما ناقصا والآخر تاما.

١) أورده الواقدي في المغازي: ٢ / ٦٢٩ ونسبه إلى الوليد بن الوليد بن المغيرة أنه لما دخل الحرة عثر فانقطعت إصبعه فربطها وهو ينشد هذا البيت. وأخرجه العسقلاني في الإصابة:
٣
/ ٦٤٠ عن الطبراني باسناده إلى الوليد. فالظاهر أنه صلى الله عليه وآله تمثل به.
٢) أخرجه ابن شهرآشوب في المناقب: ١ / 70 عن ابن مهدي المامطيرى في مجالسه، عنه البحار: 20 / 381 ح 7.
3) روى نحوه أبو داود في سننه: 4 / 258 ح 4826 باسناده إلى حذيفة.
(١٠٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1044 1045 1046 1047 1048 1049 1050 1051 1052 1053 1054 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148