الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٠٧
فصل فان قيل: فهلا كانت ألفاظ القرآن بكليتها مؤلفة من مثل الألفاظ الوجيزة (1) التي إذا وقعت في الكلام زادته حسنا، ليكون كلام الله على النظم الأحسن الأفضل إذ كان لا يعجزه شئ عن بلوغ الغاية، كما يعجز الخلق عن ذلك؟
الجواب: قلنا: إن هذا يعود إلى أنه كيف لم ترتفع أسباب التفاضل بين الأشياء حتى تكون كلها كشئ واحد متشابه الاجزاء والابعاض؟ وكيف فضل بعض الملائكة على بعض؟ ومتى كان كذلك، لم يوجد اختلاف بين الأشياء، يعرف به الشئ وضده.
على أنه لو كان كلام الله كما ذكر، لخرج في صورة المعمى (2) الذي لا يوجد له لذة البسط والشرح، ولو كان مبسوطا لم تبق (3) فضيلة الراسخين في العلم على من سواهم.
ثم أنه تعالى حكيم علم أن (4) إلطاف المبعوث إليهم إنما هو في النمط الذي أنزله فلو كان على تركيب آخر، لم يكن لطفا لهم.
فصل ثم لنذكر وجها آخر للصرفة، وهو (5) أن الامر لو كان بخلافه، وكان تعذر المعارضة المبتغاة والعدول عنها لعلمهم بفضله على سائر كلامهم في الفصاحة، وتجاوزه له في الجزالة، لوجب أن يقع منهم معارضة على كل حال.

١) " قبل الالفاط الموجزة " البحار.
٢) المعمى من الكلام: ما عمى معناه وخفى.
٣) " تبين " البحار.
٤) " عليم بأن " البحار.
٥) " باب في أن التعجيز الأقوى أن التعجيز هو وجه اعجاز اللسان يدل على أن الله صرف فصحاء العرب عن معارضة القرآن وحان بينهم وبين تعاطى مقابلته " د، ق.
(١٠٠٧)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1002 1003 1004 1005 1006 1007 1008 1009 1010 1011 1012 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148