الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠١٣
﴿أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود﴾ (١).
ولو أراد مريد أن يمثل هذا بذاك، لقال: أنا النذير المبين كما أنزل على عاد وثمود.
ومثله من المحذوف كثيرا من أشعار العرب وكلامهم.
وأما قوله: " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق " فان المسلمين يوم بدر اختلفوا في الأنفال، وجادل كثير منهم رسول الله صلى الله عليه وآله فيما فعله في الأنفال، فأنزل الله سبحانه: ﴿يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول - يجعلها لمن يشاء - فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم - أي فرقوها بينكم على السواء - وأطيعوا الله ورسوله - فيما بعد - إن كنتم مؤمنين﴾ (٢) ووصف المؤمنين. ثم قال:
﴿كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون﴾ (3) يريد أن كراهتهم في الغنائم ككراهتهم للخروج معك.
وأما قوله: " ولعلكم تهتدون * كما أرسلنا " فإنه أراد: ولاتم نعمتي كارسالي فيكم رسولا أنعمت به عليكم يبين لكم.
فصل سألوا عن قوله: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) (4) ولا يقول أحد منهما ذلك.
الجواب: إنه لما أحرق بخت نصر بيت المقدس، نفى (5) بني إسرائيل وسبى ذراريهم، وخرق (6) التوراة حتى لم يبق لهم رسم، وكان في سباياه " دانيال " فعبر رؤياه (7) فنزل منه بأحسن المنازل.
فأقام عزير لهم التوراة بعينها، حين عاد إلى الشام بعد فوتها.

١) سورة فصلت: ١٣.
٢) سورة الأنفال: ١، ٥.
٣) سورة الأنفال: ١، 5.
4) سورة براءة: 30.
5) " بغى على " البحار.
6) " حرق " البحار. وخرق أي مزق.
7) أورد المصنف خبر تعبير الرؤيا في قصص الأنبياء: 225 ح 296 فراجع
(١٠١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1008 1009 1010 1011 1012 1013 1014 1015 1016 1017 1018 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148