وأخذت جواباتها، ودخلت " سر من رأى " يوم الخامس عشر كما قال عليه السلام.
فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا به على المغتسل، وإذا أنا بجعفر الكذاب أخيه بباب الدار والشيعة من حوله (1)، يعزونه ويهنونه، فقلت في نفسي: إن يكن هذا الامام فقد بطلت الإمامة، لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ (2) ويقامر في الجوسق (3) ويلعب بالطنبور (4)، فتقدمت بغتة (5)، فعزيت وهنيت، فلم يسألني عن شئ.
ثم خرج " عقيل " غلام (6) العسكري فقال: يا سيدي قد كفن أخوك، فقم فصل (7) عليه.
فدخل جعفر والشيعة من حوله، فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي عليهما السلام على نعشه مكفنا، فتقدم جعفر ليصلي عليه (8).
فلما هم بالتكبير، خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط (9) وبأسنانه تفلج (10) فجذب رداء جعفر، وقال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي، فتأخر جعفر وقد أربد (11) وجهه، فتقدم الصبي، وصلى عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه.