فنزلت قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده) والمعنى ان اليهودية والنصرانية حدثت بنزول التورية والإنجيل على موسى وعيسى وكان إبراهيم قبل موسى بألف سنة وقبل عيسى بألفين فكيف يكون عليهما ثم قال عز وجل تصريحا (ما كان إبراهيم يهوديا) (يقول مثل أولادكم الذين يولدون منكم - اه) هذه استعارة تمثيلية ولا يخفى لطفها على المتدرب في البيان.
* الأصل:
575 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله قال: سألته عن قول الله عز وجل: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) قال: يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم فيرون قدرة الله عز وجل في أنفسهم وفي الآفاق، قلت له: (حتى يتبين لهم أنه الحق) قال:
خروج القائم هو الحق من عند الله عز وجل يراه الخلق لابد منه.
* الشرح:
قوله (قال يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاص الآفاق عليهم) لعل المسخ إشارة إلى ما روي عنهم (عليهم السلام) «أن كل من مات من بني أمية مسخ وزغا عند موته» وشاهد ذلك من حضره وقد مر، وانتقاص الآفاق إشارة إلى غلبة أبي مسلم وبني عباس عليهم أو إلى غلبة الصاحب (عليه السلام) عليهم والتجائهم إلى حاكم الروم وهو نصراني ورده إياهم بعد تنصرهم إلى الصاحب (عليه السلام) فيقتلهم جميعا وقد مر أيضا.
* الأصل:
576 - محمد بن يحيى، والحسين بن محمد جميعا، عن جعفر بن محمد، عن عباد بن يعقوب، عن أحمد بن إسماعيل، عن عمرو بن كيسان، عن أبي عبد الله الجعفي قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام): كم الرباط عندكم؟ قلت: أربعون، قال: لكن رباطنا رباط الدهر ومن ارتبط فينا دابة كان له وزنها ووزن ما كانت عنده، ومن ارتبط فينا سلاحا كان له وزنه ما كان عنده، لا تجزعوا من مرة ولا من مرتين ولا من ثلاث ولا من أربع فإنما مثلنا ومثلكم مثل نبي كان في بني إسرائيل فأوحى الله عز وجل إليه أن ادع قومك للقتال فاني سأنصرك فجمعهم من رؤوس الجبال ومن غير ذلك ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى انهزموا، ثم أوحى الله إليه أن ادع قومك إلى القتال فاني سأنصرك فدعاهم فقالوا: وعدتنا النصر فما نصرنا فأوحى الله تعالى إليه اما أن