شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٠٤
سلامة منك لنا وبقاء منك بين أظهرنا نحدث لله عز وجل بذلك شكرا نعظمه، وذكرا نديمه ونقسم أنصاف أموالنا صدقات وأنصاف رقيقنا عتقاء، ونحدث له تواضعا في أنفسنا ونخشع في جميع امورنا وإن يمض بك إلى الجنان ويجري عليك حتم سبيله فغير متهم فيك قضاؤه ولا مدفوع عنك بلاؤه ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بأن اختياره لك ما عنده على ما كنت فيه، ولكنا نبكي من غير إثم لعز هذا السلطان أن يعود ذليلا وللدين والدنيا أكيلا فلا نرى له خلفا نشكو إليه ولا نظيرا نأمله ولا نقيمه.
* الشرح:
قوله: (خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)) يذكر فيها بوجه كلي الحق الذي به يتحقق نظام الدين والدنيا وكمال النفس والنجاة في الآخرة (أما بعد فقد جعل الله تعالى عليكم حقا بولاية أمركم) قيل اسم لما توليته وقمت به مثل الإمارة فإذا أرادوا المصدر فتحوا (ومنزلتي التي أنزلني الله عز وجل بها منكم) وهي منزلة الإمارة والهداية والإرشاد إلى خير الدنيا والآخرة والباء بمعنى في (ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم) المراد المماثلة في جنس الحق وإن كان الحقان متغايرين في النوع لأن حقنا عليه الأمر والإرشاد وحقه علينا الإطاعة والانقياد مثلا، ثم رغب في القول بالحق والعمل به بقوله (والحق أجمل الأشياء في التواصف) أي في أن يصفه بعضهم لبعض ويذكر كل واحد للآخر نعته لينشر ويرغب فيه (وأوسعها في التناصف) أي في إنصاف بعضهم بعضا من نفسه والعمل به فإن فيه سعة العيش وحسن النظام وفي نهج البلاغة «أوسع الأشياء في التواصف وأضيقها في التناصف» معناه أنه إذا أخذ الناس في وصف الحق وبيانه كان لهم في ذلك مجال واسع لسهولته على ألسنتهم وإذا حضر التناصف بينهم فطلب منهم ضاق عليهم المجال لشدة العمل بالحق وصعوبة الإنصاف به لاستلزام ترك بعض المطالب المحبوبة لهم، ثم أكد ما سبق بأن سنة الله جارية على أن من له حقا على الغير كان لذلك الغير أيضا حق عليه فقال: (لا يجرى لأحد إلا جرى عليه ولا يجري عليه إن جرى له) أشار بالحصر الأول إلى أن كون الحق لأحد لا يفارق من كونه عليه، وبالحصر الثاني إلى عكس ذلك ليفيد التلازم بين الحقين تسكينا لنفوسهم بذكر الحق لهم وتوطينا لها على الوفاء به إذ هو لا يترك حقهم فيجب أن لا يتركوا حقه ثم أثبت الحصرين بقياس شرطي استثنى نقيض تاليه لينتج نقيض مقدمه وهو (لو كان لأحد أن يجري ذلك) أي الحق له.
(ولا يجري عليه لكان ذلك الله عز وجل خالصا دون خلقه) إذ الخلق لعجزهم يحتاج كل واحد إلى الآخر فلا محالة إذا كان لأحدهم حق على الغير كان للغير أيضا حق عليه وتبين الملازمة بقوله (لقدرته على العباد) فيقدر على إبقائهم وإفنائهم وأخذ حقه والإنصاف منهم وليس لهم أن يقولوا
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557