خروج الجماعة بأسرها عن هذه المرتبة على كل حال وذلك محال أو كان التخصيص بلا معنى فيلحق بالعبث ومنصب النبوة متعال عن ذلك فثبتت هذه المرتبة لعلي (عليه السلام) بدلالة قوله «كرار غير فرار» وهي منتفية عن أبي بكر وعمر لفرهما وعدم كرهما، وفي تلاقي أمير المؤمنين (عليه السلام) بخيبر ما فرط من غيره دليل على توحيده بزيادة الفضل ومزيته على من عداه ولا ريب أن غاية المدح والتعظيم المحبة من الله ورسوله لأنها النهاية ولا ملتمس بعدها ولا مزيد عليها وهي الغاية القصوى والدرجة العظمى والله ذو الفضل العظيم.
(قال ابن نافع: أعد علي: فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أخبرني عن الله تعالى أحب عليا يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم) ليس هذا في بعض النسخ (فقال أبو جعفر (عليه السلام): فقم مخصوما) أي محجوجا مغلوبا، يقال: خصمه يخصمه إذا غلبه في الحجة ووجه كونه مخصوما أنه إذا سلم أنه تعالى أحبه وهو يعلم أنه (عليه السلام) يقتل أهل النهروان وسلم أن سبب محبته إنما هو أن يعمل بطاعته لزمه الإقرار بأن قتل أهل النهروان طاعة لا معصية وإلا لزم وجود المسبب بدون السبب وهو باطل لا يقال: إنه تعالى يحب عبده العاصي لأنا نقول: لا يرد هذا بعد الاعتراف بأن سبب المحبة هو العمل بالطاعة على أن لنا أن نقول: إنه يحب العاصي إذا تاب لا مطلقا لقوله تعالى (إن الله يحب التوابين) والتوبة طاعة فسبب المحبة هو الطاعة وغفران ذنوبه تفضلا لا يوجب المحبة، لا يقال: لو تم ما ذكر لزم أن يكون خلافة الأول حقا وطاعة لأنه تعالى رضي عنه حيث قال: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشحرة) وهو كان داخلا فيهم فحينئذ يقال: أخبرني عن الله عز وجل رضي عنه يوم رضي وهو يعلم أنه يدعي الخلافة ويحملها أم لم يعلم إلى آخر ما ذكر لأنا نقول: دخوله في المؤمنين ممنوع بل هو أول البحث ولو سلم فالرضا دائر مع الإيمان وجودا وعدما ومثله لا يجري في المحبة لأن قوله (عليه السلام) يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفيد استمرار المحبة وهو لا يتحقق إلا باستمرار سببه بخلاف رضي فليتأمل.
* الأصل:
549 - أحمد بن محمد، وعلي بن محمد جميعا، عن علي بن الحسن التيمي، عن محمد بن الخطاب الواسطي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن حماد الأزدي، عن هشام الخفاف قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): كيف بصرك بالنجوم؟ قال: قلت: ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم مني، فقال: كيف دوران الفلك عندكم؟ قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرته قال فقال: إن كان الأمر على ما تقول فما بال بنات النعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟ قال: قلت هذا والله شيء لا أعرفه ولا سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره،