شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٩٩
خروج الجماعة بأسرها عن هذه المرتبة على كل حال وذلك محال أو كان التخصيص بلا معنى فيلحق بالعبث ومنصب النبوة متعال عن ذلك فثبتت هذه المرتبة لعلي (عليه السلام) بدلالة قوله «كرار غير فرار» وهي منتفية عن أبي بكر وعمر لفرهما وعدم كرهما، وفي تلاقي أمير المؤمنين (عليه السلام) بخيبر ما فرط من غيره دليل على توحيده بزيادة الفضل ومزيته على من عداه ولا ريب أن غاية المدح والتعظيم المحبة من الله ورسوله لأنها النهاية ولا ملتمس بعدها ولا مزيد عليها وهي الغاية القصوى والدرجة العظمى والله ذو الفضل العظيم.
(قال ابن نافع: أعد علي: فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أخبرني عن الله تعالى أحب عليا يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم) ليس هذا في بعض النسخ (فقال أبو جعفر (عليه السلام): فقم مخصوما) أي محجوجا مغلوبا، يقال: خصمه يخصمه إذا غلبه في الحجة ووجه كونه مخصوما أنه إذا سلم أنه تعالى أحبه وهو يعلم أنه (عليه السلام) يقتل أهل النهروان وسلم أن سبب محبته إنما هو أن يعمل بطاعته لزمه الإقرار بأن قتل أهل النهروان طاعة لا معصية وإلا لزم وجود المسبب بدون السبب وهو باطل لا يقال: إنه تعالى يحب عبده العاصي لأنا نقول: لا يرد هذا بعد الاعتراف بأن سبب المحبة هو العمل بالطاعة على أن لنا أن نقول: إنه يحب العاصي إذا تاب لا مطلقا لقوله تعالى (إن الله يحب التوابين) والتوبة طاعة فسبب المحبة هو الطاعة وغفران ذنوبه تفضلا لا يوجب المحبة، لا يقال: لو تم ما ذكر لزم أن يكون خلافة الأول حقا وطاعة لأنه تعالى رضي عنه حيث قال: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشحرة) وهو كان داخلا فيهم فحينئذ يقال: أخبرني عن الله عز وجل رضي عنه يوم رضي وهو يعلم أنه يدعي الخلافة ويحملها أم لم يعلم إلى آخر ما ذكر لأنا نقول: دخوله في المؤمنين ممنوع بل هو أول البحث ولو سلم فالرضا دائر مع الإيمان وجودا وعدما ومثله لا يجري في المحبة لأن قوله (عليه السلام) يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفيد استمرار المحبة وهو لا يتحقق إلا باستمرار سببه بخلاف رضي فليتأمل.
* الأصل:
549 - أحمد بن محمد، وعلي بن محمد جميعا، عن علي بن الحسن التيمي، عن محمد بن الخطاب الواسطي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن حماد الأزدي، عن هشام الخفاف قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): كيف بصرك بالنجوم؟ قال: قلت: ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم مني، فقال: كيف دوران الفلك عندكم؟ قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرته قال فقال: إن كان الأمر على ما تقول فما بال بنات النعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟ قال: قلت هذا والله شيء لا أعرفه ولا سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره،
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557