شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٥٦
بعضهم إلى بعض، والسيور: حلة فيها خطوط من إبريسم من السير وهو القد، ويحتمل أن يراد بها:
الحصر المدنية أيضا لأنها كانت تنسج من السيور وهي ما يقدمن الجلد المدبوغ وهذا صريح في أن الصلح وقع على أن يرد المسلمون إلى الكفار من جاء من الكفار مسلما إليهم وأن لا يرد الكفار إلى المسلمين من ذهب من المسلمين إليهم ومثله ما نقل من طرق العامة عن ابن عباس، قال: لما وقع صلح الحديبية تضمن أن من جاء منهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرد عليهم ومن أتاهم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يرد ولذلك رد أبو جندل وكأنه جاء بعد وقوع الصلح وقدمت سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة بعد ختم الكلام فقدم زوجها وهو كافر فقال: يا محمد أردد علي امرأتي فإنك شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف، وكذلك جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وجاء وليها وطلب ردها لمكان الشرط فنزل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار - الآية) فنسخ الشرط في النساء هذا بناء على أن الشرط كان شاملا صريحا لرد الرجال والنساء جميعا وقد صرح بشموله بعض العامة وقال بعضهم: الشرط إنما كان في رد الرجال دون النساء وعلى هذا فلا نسخ بل هو بيان للحكم وتأكيد، وقيل: كان الشرط مجملا من غير تفصيل وبه صرح بعض أصحابنا فإنه قال: وجب الوفاء بما تضمنه عقد الصلح من الشروط الصحيحة لا الفاسدة وصلح الحديبية وأن تضمن رد من أتانا منهم لكنه مطلق قابل للتقييد بعدم الاشتمال على المفسدة، ولذلك كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرد من الرجال من له عشيرة يمنعونه من الفتنة عن دينه أما من ليس له عشيرة يمنعونه فلم يرده خوفا من الفتنة وكذا لم يرد المرأة مطلقا وإن كان لها عشيرة لأنهم لا يمنعونها من التزويج بالكافر وحينئذ لا تؤمن فتنتها من زوجها فإن المرأة تأخذ من دين بعلها، قال أفصح الدين والظاهر أنه من علماء العامة في شرحه على نهج البلاغة عند قوله (عليه السلام) «ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) أني لم أرد على الله ولا على رسوله شيئا قط» قيل: وفيه إيماء إلى ما كان يفعله بعض الصحابة من التسرع والاعتراض على الرسول (صلى الله عليه وآله) كما نقل عن عمر يوم الحديبية عند سطر كتاب الصلح أنه أنكر ذلك وقال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ألسنا على الحق! قال: بلى قال: أو ليسوا الكاذبين قال بلى، قال وكيف الدنية في ديننا؟ فقال (صلى الله عليه وآله) إنما أعمل بما أومر به، فقام عمر فقال لقوم من الصحابة: ألم يكن قد وعدنا بدخول مكة وها نحن قد صددنا عنها؟ ثم ينصرف بعد أن أعطينا الدنية في ديننا، والله لو وجدت أعوانا لم أعط الدنية أبدا، فقال بعضهم ويحك إلزم غرزه فوالله إنه لرسول الله وإن الله لا يضيعه، ثم قال له: أقال لك انه سيدخل مكة هذا العام؟ فقال:
لا، قال: سيدخلها، فلما فتح الله مكة أخذ مفاتيح الكعبة ودعاه فقال: هذا الذي وعدتم» هذا كلامه ومثله نقله الآبي في كتاب إكمال الإكمال وفيه دلالة على أنه لم يؤمن قلبه
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557