شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤٥٤
فعله مع قوم صحبوه في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم قال أبو عبد الله شارح صحيح مسلم: بعثوا عروة بن مسعود الثقفي إليه فلما جلس بين يديه قال: يا محمد أجمعت أوباش الناس وجئت إلى بيضتك لتفتضها بهم إن قريشا خرجت بالعود المطافيل ولبسوا جلود النمور ويعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا وأيم الله لكأني بهؤلاء انكشفوا عنك، ثم جعل عروة يتناول لحية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يكلمه والمغيرة بن شعبة واقف على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحديد فجعل يقرع يده إذا فعل ذلك ويقول: كف يدك عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن لا يصل إليك فقال عروة: من هذا ويحك ما أفظك وأغلظك؟ فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال عروة: من هذا يا محمد؟ فقال: ابن أخيك المغيرة بن شعبة الثقفي، فقال: أي غدر هل غسلت سوءتك إلا بالأمس؟، يريد أن المغيرة كان قتل ثلاثة عشر رجلا من ثقيف فهاج رهط المقتولين ورهط المغيرة فودى عروة المقتولين ثلاثة عشر دية فقام عروة بعد أداء الرسالة واستماع ما قال (صلى الله عليه وآله) وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ولا يبصق إلا ابتدروا ذلك ولا يسقط من شعره شعرة إلا أخذوها فرجع إلى قريش وقال: يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه وإني والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه (وإني فيهم على ما تعلم) من الفظاظة أو المذلة والحقارة، قال في النهاية: فيه يعني في الحديث كان عمر في الجاهلية مبرطشا: وهو الساعي بين البايع والمشتري شبه الدلال ويروى بالسين المهملة بمعناه وفي القاموس المبرطش: الذي يكتري الناس الإبل والحمير ويأخذ عليه جعلا (فتأخر عن السرج فحمل عثمان بين يديه) أي تأخر أبان عن سرج دابته وحمل عثمان بين يديه وصار رديفا له وفي كتاب إكمال الإكمال أنه نزل عن دابته وحمله عليها (وكانت المناوشة بين المسلمين والمشركين) النوش: التناول والأخذ ناشه ينوشه نوشا تناوله وأخذه، والمناوشة في القتال: تداني الفريقين وأخذ بعضهم بعضا (وبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسلمين) هذه البيعة يسمونها بيعة الرضوان وبيعة تحت الشجرة وفي كتاب إكمال الإكمال سبب هذه البيعة أنه (صلى الله عليه وآله) قصد مكة ليعتمر فصده المشركون ولما نزل الحديبية وهي على عشرة أميال من مكة وظهر صد المشركين أرسل إليهم خداش الخزاعي يعرفهم أنه لا يريد الحرب وإنما جاء معتمرا فعقروا به الجمل وأرادوا قتله فمنعه الأحابيش وهي اسم لأخلاط العشائر فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فأراد أن يبعث عمر فقال: يا رسول الله قد علمت فظاظتي على قريش وهم يبغضونني وليس بمكة من بني عدي بن كعب من يمنعني ولكن ابعث عثمان فبعثه فلقيه أبان بن عثمان بن العاص فنزل له عن دابته وحمله عليها وأجاره حتى أتى قريشا فأخبرهم فقالوا: يا عثمان إن أردت أن تطوف فطف وأما دخلوكم علينا فلا سبيل إليه، فقال: ما كنت لأطوف حتى يطوف رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصرخ صارخ في عسكر
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557