فعله مع قوم صحبوه في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم قال أبو عبد الله شارح صحيح مسلم: بعثوا عروة بن مسعود الثقفي إليه فلما جلس بين يديه قال: يا محمد أجمعت أوباش الناس وجئت إلى بيضتك لتفتضها بهم إن قريشا خرجت بالعود المطافيل ولبسوا جلود النمور ويعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا وأيم الله لكأني بهؤلاء انكشفوا عنك، ثم جعل عروة يتناول لحية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يكلمه والمغيرة بن شعبة واقف على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحديد فجعل يقرع يده إذا فعل ذلك ويقول: كف يدك عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن لا يصل إليك فقال عروة: من هذا ويحك ما أفظك وأغلظك؟ فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال عروة: من هذا يا محمد؟ فقال: ابن أخيك المغيرة بن شعبة الثقفي، فقال: أي غدر هل غسلت سوءتك إلا بالأمس؟، يريد أن المغيرة كان قتل ثلاثة عشر رجلا من ثقيف فهاج رهط المقتولين ورهط المغيرة فودى عروة المقتولين ثلاثة عشر دية فقام عروة بعد أداء الرسالة واستماع ما قال (صلى الله عليه وآله) وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ولا يبصق إلا ابتدروا ذلك ولا يسقط من شعره شعرة إلا أخذوها فرجع إلى قريش وقال: يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه وإني والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه (وإني فيهم على ما تعلم) من الفظاظة أو المذلة والحقارة، قال في النهاية: فيه يعني في الحديث كان عمر في الجاهلية مبرطشا: وهو الساعي بين البايع والمشتري شبه الدلال ويروى بالسين المهملة بمعناه وفي القاموس المبرطش: الذي يكتري الناس الإبل والحمير ويأخذ عليه جعلا (فتأخر عن السرج فحمل عثمان بين يديه) أي تأخر أبان عن سرج دابته وحمل عثمان بين يديه وصار رديفا له وفي كتاب إكمال الإكمال أنه نزل عن دابته وحمله عليها (وكانت المناوشة بين المسلمين والمشركين) النوش: التناول والأخذ ناشه ينوشه نوشا تناوله وأخذه، والمناوشة في القتال: تداني الفريقين وأخذ بعضهم بعضا (وبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسلمين) هذه البيعة يسمونها بيعة الرضوان وبيعة تحت الشجرة وفي كتاب إكمال الإكمال سبب هذه البيعة أنه (صلى الله عليه وآله) قصد مكة ليعتمر فصده المشركون ولما نزل الحديبية وهي على عشرة أميال من مكة وظهر صد المشركين أرسل إليهم خداش الخزاعي يعرفهم أنه لا يريد الحرب وإنما جاء معتمرا فعقروا به الجمل وأرادوا قتله فمنعه الأحابيش وهي اسم لأخلاط العشائر فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فأراد أن يبعث عمر فقال: يا رسول الله قد علمت فظاظتي على قريش وهم يبغضونني وليس بمكة من بني عدي بن كعب من يمنعني ولكن ابعث عثمان فبعثه فلقيه أبان بن عثمان بن العاص فنزل له عن دابته وحمله عليها وأجاره حتى أتى قريشا فأخبرهم فقالوا: يا عثمان إن أردت أن تطوف فطف وأما دخلوكم علينا فلا سبيل إليه، فقال: ما كنت لأطوف حتى يطوف رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصرخ صارخ في عسكر
(٤٥٤)