موسى (عليه السلام) إذا قاتل قدمه فتسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفرون وفيه أقوال أخر. (وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) قال القاضي: هي رضاض الألواح وعصا موسى وثيابه وعمامة هارون، وفي الحواشي القطبية لما رجع موسى من الطور مع الألواح التي فيها التوراة وجد قومه مشتغلين بعبادة العجل فغضب ورماها على الأرض فانكسر بعضها فجمعت تلك القطع وهي رضاض الألواح (فجاءت به الملائكة تحمله بعد رفعه أو بعد وقوعه في أرض الكفار، وفي الآية رمز إلى أن سبط النبي والملك أولى بالملك والخلافة إلا أن يختار الله تعالى غيره ويتحقق الآية فيه فكيف يجوز رد الملك والخلافة عن أسباط خاتم الأنبياء مع تحقق الاختيار والآية فيهم (وقال الله عز ذكره: إن الله مبتليكم بنهر) أي يعاملكم معاملة المختبر (فمن شرب منه فليس مني) إلا من اغترف غرفة بيده (ومن لم يطعمه) أي من لم يشرب منه أصلا أو شرب منه قليلا واقتصر على ما وقعت فيه الرخصة وهو الغرفة (فإنه مني) أي من أتباعي وأشياعي (فشربوا منه) بالإفراط والتجاوز عن قدر الرخصة فغلب عليهم عطشهم ولم يقدروا أن يمضوا ويعبروا النهر (إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا منهم من اغترف) غرفة بيده على القدر المجوز (ومنهم من لم يشرب) أصلا (فلما برزوا لجالوت وجنوده) أي أظهروا لهم ودنوا منهم قال الذين اغترفوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده لقلتنا وكثرتهم وضعفنا وقوتهم (وقال الذين لم يغترفوا كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) أي بحكمه ونصره وتيسيره وكم خبرية أو استفهامية (والله مع الصابرين) على الشدائد بالنصر والإعانة والإثابة وتفسيره (عليه السلام) بذلك رد على عامة المفسرين من المخالفين حيث قالوا في قوله تعالى (قالوا لا طاقة لنا اليوم) راجع إلى الكثير الشاربين زائدا على الرخصة المنخذلين المنقطعين عن طالوت، قالوا ذلك اعتذارا للتخلف وتخذيلا للقليل حين كان النهر بينهما.
499 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قرأ «إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة»؟ قال: كانت تحمله في صورة البقرة.
* الأصل:
500 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عمن أخبره، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: (يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة) قال: رضاض الألواح فيها العلم والحكمة.
* الشرح: