رسول الله قتل عثمان فقال المسلمون: إن يكن حقا فلا نبرح حتى نلقى القوم فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى البيع ونادى مناديه أيها الناس البيعة البيعة نزل روح القدس فما تخلف عن البيعة إلا ابن قيس الأنصاري المنافق حينئذ جعل رسول الله يده وقال: هذه يد عثمان وهي خير من يد عثمان فبايعوا على السمع والطاعة والصبر وعدم الفرار وعلى أن لا ينازعوا الأمر أهله انتهى كلامه، أقول: روى مسلم في باب طاعة الأمير عن عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه عن جده، قال: بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكروه وعلى أثره علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف لومة لائم، قال القرطبي شارح مسلم: قال جماعة: البيعة على عدم المنازعة ورد في الإمام العدل وقيل: إنه بايع الأنصار أن لا ينازعوا قريشا في الخلافة، أقول: إذا عرفت هذا فقد علمت أنه يمكن لنا أن نحمل البيعة على عدم منازعة الأمر أهله في بيعة الرضوان على أحد هذين الوجهين وإن تلك البيعة وقعت بأمر جبرئيل (صلى الله عليه وآله) فتدبر (فقال سهيل: ما أدري ما الرحمن إلا أني أظن هذا الذي باليمامة) أهل اليمامة كانوا يقولون لمسيلمة الكذاب رحمن اليمامة وهي دون المدينة في وسط الشرق عن مكة على ستة عشر مرحلة من البصرة وعن الكوفة نحوها (ولكن اكتب كما نكتبه بسمك اللهم) في كتاب إكمال الإكمال عن السهيلي أنه قال: بسمك اللهم كانت قريش تقولها وأول من قالها أمية بن أبى الصلت ومنه تعلموها وتعلمها هو من رجل من الجن في خبر طويل ذكره (قال: واكتب هذا ما قاضى رسول الله سهيل بن عمرو) قاضى مفاعله من القضاء وهو الفصل والحكم ومنه القاضي وهذا يدل على أنه يجوز في الصلح الاختصار بالاسم أو اللقب المختص خلافا لبعض العامة فإنه قال: لابد فيه من ذكر أربعة أسماء اسمه واسم أبيه واسم جده وكنيته (فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله) قيل مساعدته (صلى الله عليه وآله) على ذلك هي رغبة في إتمام الصلح الذي علم أن عاقبته الغلبة والظهور وليس عدم كتب ما ذكر من الرسالة ضارا وإنما الضار كتب مالا يحل اعتقاده من ذكر آلهتهم وشركهم ونحوهما وسنذكر بعض فوائده (وكان في القصة) أي في قصة الصلح والقضاء وفي بعض النسخ في القضية بالضاد المعجمة والياء المثناة التحتانية (أن من كان منا أتى إليكم) أي من كان من المشركين أتى مسلما إليكم رددتموه إلينا أن طلبناه (ورسول الله (صلى الله عليه وآله) غير مستكره عن دينه) أي عن قضائه وحكمه بالرد إلينا، والدين هنا: القضاء والحكم ومنه الديان من أسمائه تعالى لأنه القاضي والحاكم (ومن جاء إلينا منكم) مرتدا عن الإسلام أو غير مرتد (لم نرده إليكم) ان طلبتموه (فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا حاجة لنا فيهم) أي فيمن جاء من أهل الاسلام إليكم حتى نطلبهم (وعلى أن يعبد الله فيكم علانية غير سر) أي يعبد الله المسلمون بينكم جهارا بلا مانع (وإن كانوا ليتهادون السيور في المدينة إلى مكة) التهادي: أن يهدى
(٤٥٥)