نغتسل والنبي أغبر، فقال العضدي: إنه دليل على تقديم فعله على قوله عند التعارض وما علم أن لا تعارض هنا لأن فعله وعدم عدوله (عليه السلام) لأنه ساق الهدي وقوله وأمره بالعدول لمن لم يسقه فكان فرضه غير فرضهم، ومثل ما بالغ ابن أبي الحديد في كون الخطبة الشقشقية منه (عليه السلام) وقال: إن كونها منه مثل ضوء النهار وقد اطلع على النكاية التي فيها حتى قال فيشكل الأمر علينا لا على الشيعة ثم أجاب بأنه وقع لترك الأولى وهل يقول العاقل مثل هذه الأقاويل التي لا يعذر صاحبها أصلا فهؤلاء وأمثالهم مخلدون في النار، ويمكن حمل الأخبار الواردة في عدم قبول طاعاتهم وعباداتهم على هؤلاء.
* الأصل:
455 - حدثنا محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا، فقال: يا عبد الرحيم ان الناس عادوا بعدما قبض رسول الله (عليه السلام) أهل جاهلية، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير، جعلوا يبايعون سعدا وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية، يا سعد أنت المرجى، وشعرك المرجل، وفحلك المرجم.
* الشرح:
(قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن الناس يفزعون إذا قلنا ان الناس ارتدوا - اه) لا وجه لفزعهم لأنهم نقلوا في صحاحهم ما يدل على أن ارتدادهم منه ما ذكر قبل ذلك بسبعة أوراق ومنه ما رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزل في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة، قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه مثل الوكت. ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمرد حرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال أن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل ما أجلده، ما أطرفه، ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه على دينه، وإن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه على ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانا وفلانا انتهى، قال محيى الدين شارح مسلم: الجذر بالجيم والذال المعجمة: الأصل من كل شيء ونزول الأمانة في جذر قلوب الرجال كناية عن خلقه تعالى في تلك القلوب قابلية الالتزام حفظها والقيام بها فلما نزل القرآن والسنة عمل بمقتضاهما من خلقت فيه تلك القابلية ثم رفعت وانتزعت عنهم إلا