شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٤١٤
نغتسل والنبي أغبر، فقال العضدي: إنه دليل على تقديم فعله على قوله عند التعارض وما علم أن لا تعارض هنا لأن فعله وعدم عدوله (عليه السلام) لأنه ساق الهدي وقوله وأمره بالعدول لمن لم يسقه فكان فرضه غير فرضهم، ومثل ما بالغ ابن أبي الحديد في كون الخطبة الشقشقية منه (عليه السلام) وقال: إن كونها منه مثل ضوء النهار وقد اطلع على النكاية التي فيها حتى قال فيشكل الأمر علينا لا على الشيعة ثم أجاب بأنه وقع لترك الأولى وهل يقول العاقل مثل هذه الأقاويل التي لا يعذر صاحبها أصلا فهؤلاء وأمثالهم مخلدون في النار، ويمكن حمل الأخبار الواردة في عدم قبول طاعاتهم وعباداتهم على هؤلاء.
* الأصل:
455 - حدثنا محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا، فقال: يا عبد الرحيم ان الناس عادوا بعدما قبض رسول الله (عليه السلام) أهل جاهلية، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير، جعلوا يبايعون سعدا وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية، يا سعد أنت المرجى، وشعرك المرجل، وفحلك المرجم.
* الشرح:
(قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن الناس يفزعون إذا قلنا ان الناس ارتدوا - اه‍) لا وجه لفزعهم لأنهم نقلوا في صحاحهم ما يدل على أن ارتدادهم منه ما ذكر قبل ذلك بسبعة أوراق ومنه ما رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزل في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة، قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه مثل الوكت. ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمرد حرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال أن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل ما أجلده، ما أطرفه، ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه على دينه، وإن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه على ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانا وفلانا انتهى، قال محيى الدين شارح مسلم: الجذر بالجيم والذال المعجمة: الأصل من كل شيء ونزول الأمانة في جذر قلوب الرجال كناية عن خلقه تعالى في تلك القلوب قابلية الالتزام حفظها والقيام بها فلما نزل القرآن والسنة عمل بمقتضاهما من خلقت فيه تلك القابلية ثم رفعت وانتزعت عنهم إلا
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557